انطلقت مساء اليوم الجمعة بالرباط فقرات المهرجان الوطني الأول للفيلم القصير جدا (ثلاث دقائق كحد أقصى)، الذي تنظمه، لأول مرة في المغرب، وكالة المغرب-أوروبا ديفوزيون (ميد) إلى غاية 9 ماي الجاري، وذلك بشكل متواز في ثلاث مدن مغربية (الرباط والسمارة وطنجة). وانطلق المهرجان، الذي ينظم بمبادرة من المخرج وكاتب السيناريو محمد الزموري المندوب العام للمهرجان الدولي للفيلم القصير جدا في المغرب، بعرض أشرطة مشاركة في المسابقة الدولية وكذا أفلام قصيرة جدا بعنوان (كلمات نساء) تعطي الكلمة للنساء ليحكين نتفا من حيواتهن. وللإشارة فإن المهرجان الدولي للأفلام القصيرة جدا، الذي يشهد تنافس 73 فيلما من بينها 22 فيلما ضمن "كلمات نساء"، ينظم في حوالي 80 مدينة تمثل القارات الخمس. وقد تمكن المهرجان الدولي، الذي نظم في 14 بلدا هي فرنسا وفلسطين وبريطانيا وألمانيا وكوريا الجنوبية وكندا والولايات المتحدة وسنغافورة والصين واليابان ولبنان وإيران والمكسيك وإسبانيا، من استقبال أسماء سينمائية كبيرة من عيار كلود شابرول وإيف بواسي وجان لو هوبير وبيير ريشار وشارليلي كوتور ضمن لجان تحكيمه. ويترأس لجنة تحكيم دورته الحالية السينمائي فيليب موييل، فيما تترأس الكاتبة الكوبية زوي بالديس لجنة تحكيم الدورة الثانية ل"كلمات نساء". وأوضح السيد محمد الزموري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن تنظيم هذا المهرجان في المغرب للمرة الأولى مناسبة للشباب لإخراج أعمالهم من سجن الأنترنيت إلى القاعات السينمائية وعرضها أمام مهتمين ومختصين داخل القاعات ، وهو بالتالي تمرين لهم وحافز على العمل وإخراج أفلام طويلة وولوج عالم السينما الكبير. وأضاف السيد الزموري أن هذا المهرجان عبارة عن فضاء سينمائي للاحتكاك بين المخرجين الشباب، مسجلا غياب البلدان العربية الأخرى عن هذه التظاهرة. وجاء في ملف تقديمي للمهرجان أن هذه التظاهرة تهدف إلى دمقرطة الإبداع السمعي البصري اعتبارا للثورة الإلكترونية، وظهور مواد تكنولوجية جديدة (كاميرات وحواسيب وبرامجها وهواتف نقالة وفيديو...الخ)، جاعلة بذلك مسألة التصوير في إمكان الجميع. واعتبر أن ثلاث دقائق للفيلم هو "إكراه زمني يحفز على الإبداع لقول الكثير في زمن قليل"، إذ يمكن لفيلم قصير جدا أن يشكل سببا للترفيه بالنسبة للبعض والانفعال بالنسبة لآخرين "لكن دائما برغبة أكيدة في اقتسام لحظات من الصدق ومحاولة إيقاف الزمن". وتميزت الأفلام التي عرضت اليوم بقاعة الفن السابع بالرباط بحملها لرسائل قصيرة ومختزلة استطاعت أن تجذب أنظار المشاهدين من مختلف الأعمار. ومن بين الأفلام التي أثارت الانتباه "إحذر من الأدوات" (نيوزيلاندا) و " أنا آسف، وصلت متأخرا" (بريطانيا) و " فرح الولادة" (هولندا) و "نملة" (ألمانيا) و"والآن" (كندا) . وتعالج هذه الأفلام مواضيع لها علاقة بالمجتمع المتغير وترصد مظاهر تبدو واحدة، وإن اختلفت المجتمعات التي تنتمي إليها، كالموسيقى والماء والقتل والظلم والإهمال والعولمة.