أكد (اتحاد كتاب مصر) أن رحيل المفكر والفيلسوف المغربي محمد عابد الجابري يمثل "خسارة كبيرة" للفكر العربي والإسلامي المعاصر. وقال محمد السيد عيد نائب رئيس الاتحاد، اليوم الثلاثاء في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المرحوم الجابري كان أحد المفكرين الذين "تعتز بهم الثقافة العربية ونعتز بهم في مصر" لأنه كان من ضمن دائرة مفكري النهضة في الفترة الأخيرة. وأضاف مسؤول (اتحاد كتاب مصر) أن "عزاءنا هو أن الابداع الذي قدمه لنا، الجابري، سيتم تداوله ولن يتوقف أبدا برحيله .. لأنه إبداع نظر إلى واقعنا وحاول أن يقدم رؤية مستقبلية لهذا الواقع المؤلم والمعقد" من خلال مساهمته بأفكار إيجابية "تثير النقاش والجدل". وعن اشتغال المفكر الراحل على التراث العربي والإسلامي، قال الكاتب محمد السيد عيد إن مشروع محمد عابد الجابري في التراث "هام جدا لأن التراث أحد المواضيع الخطيرة التي نتعامل معها وتتجدد مناقشته بشكل دائم "، مضيفا أنه "من حسن الحظ" أن الجابري كان أحد كبار المهتمين بهذا الموضوع الذين قدموا "إضافة مهمة" لهذا النقاش. وتكمن أهمية النظرة التي ألقاها مفكرون مثل الراحل محمد عابد الجابري على التراث، يضيف محمد السيد عيد، في كون الجدل حول هذا الموضوع ظل مثارا منذ بداية العصر الحديث ولم يحسم لحد الآن وكان بالتالي يحتاج إلى مزيد من الاجتهادات. وأوضح أن هذه الاجتهادات تميزت بكونها أتت من مفكرين كمحمد عابد الجابري "انفتحوا على الغرب وتخلصوا من أي عقدة في التعامل مع التراث إذ أصبحوا قادرين على التطلع إليه بدون شوفينية وبدون استهانة". وختم نائب (رئيس اتحاد كتاب مصر) حديثه عن الراحل الجابري ومشروعه الفكري بالقول: "نرجو أن يرزقنا الله مفكرين يرسمون الطريق خلف هؤلاء العظماء لكي يرسموا المستقبل أمامنا حتى لا نظل مجرد متفرجين". يذكر أن المفكر الجابري الذي توفي أمس الاثنين بالدار البيضاء عن سن تناهز 75 عاما، خلف العديد من المؤلفات التي شكلت علامة فارقة في الفكر العربي المعاصر من أبرزها "نحن والتراث : قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي" (1980)، و"العصبية والدولة : معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي" (1971)، و(نقد العقل العربي) الذي صدر في ثلاثة أجزاء هي (تكوين العقل العربي) و(بنية العقل العربي) و(العقل السياسي العربي).