استضاف جناح أمراض الدم والسرطان بمستشفى بروكمان في بروكسل الفنانين التشكيليين المغربيين سعيدالجارودي ونور الدين بوعلي لعرض ابداعتهما في محاولة انسانية لرسم البسمة على شفاه مرضى بالسرطان في مراحله النهائية. ويروم هذا المعرض ،المنظم من قبل دار الثقافات والتماسك الاجتماعي في بلدية مولينبيك-سان جان و مستشفى بروكمان بدعم من الصندوق الاجتماعي الأوروبي، تقديم الدعم النفسي لمرضى جناح العناية المركزة . وتشكل أعمال الفنانين التشكيليين المغربيين، التي خلفت انطباعات متميزة بالعاصمة البلجيكية، تعبيرا عن اتجاه جديد يعكس إبداعا ثابتا يتجدد باستمرار. وبعد قضائهما مرحلة الطفولة والشباب، في ألمانيا بالنسبة لسعيد الجارودي وفي هولندا بالنسبة لنور الدين بوعلي، اختار الفنانان التشكيليان بلجيكا كفضاء للإقامة ليقدما، من خلال أعمالهما، صورة مختلفة للهجرة المغربية، إذ تشكل عروضهما دائما رسائل تخاطب مواطني العالم. ويندرج هذا العمل في إطار التزامهما بخدمة القضايا النبيلة ، اذ يترجم عرض اعمالها في مستشفى بركمان من جهة انصهارهما الكلي في العمل الاجتماعي والتعريف من جهة باداعات الجيل الثالث من المهاجرين الفخورين بهويتهم المغربية . وبالفعل، تعد اللوحات الأربعين المفعمة بالألوان الدافئة لجنوب المتوسط رصدا لمرحلة من حياتهما في ارتباط وثيق مع الحاضر حيث تتقاطع تيارات مختلفة، كما يعد فنهما التشكيلي "الاجتماعي" سردا لمشاهد من الحياة اليومية للقرى النائية والناس البسطاء، تأملا في انشغالاتهم، والأزياء التقليدية. وأوضح كل من نور الدين بوعلي، خريج مدرسة الفنون الجميلة في تطوان وأستاذ سابق للفنون التشكيلية بنفس المدينة، وسعيد جارودي الفنان التشكيلي العصامي، أن الهدف الأساسي من العرض يتمثل في تقريب المرضى من وطنهم الأصلي عبر إرضائهم. ومن جهته، أوضح المسؤول عن دار الثقافات والتماسك الاجتماعي في مولينبيك-سان جان أن مرضى جناح أمراض الدم والسرطان بمستشفى بروكمان في بروكسل باعتبار ان هاجس إدارة المؤسسة تمثل في البحث عن "التخفيف من المرض والخوف من المرور من الحياة إلى الموت". وقد تم بلوغ هذا الطموح الروحي باعتبار أن عددا من المرضى وعائلاتهم انخرطوا في هذا المشروع النبيل، الأول من نوعه بمستشفيات بروكسل. وفي هذا السياق ،شارك المرضى في اللوحات، فيما فضل آخرون التعليق على المناظر الطبيعية ، في وقت فضلت فيه مريضة بلجيكية شراء لوحة لتزيين حجرتها .