شكلت التحولات الكبرى التي تعرفها الجالية المغربية المقيمة بالخارج منذ حوالي عقدين، ودور الإعلام في مواكبة هذه التحولات وعكس واقع وتطلعات هذه الجالية، موضوع جلسة الحوار ال19 التي عقدتها هيئة الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع، أمس الإثنين بالرباط، مع رئيس وكبار مسؤولي مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج. وذكر بلاغ للمنسقية العامة للحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع، اليوم الثلاثاء، أن السيد إدريس اليزمي رئيس المجلس توقف بالمناسبة عند الانشغالات الأساسية لحوالي ثلاثة ملايين و500 ألف مغربي ومغربية يقيمون بالخارج، وذلك في علاقة مع الإعلام. وقد تم في هذا الصدد، التركيز على دور الإعلام ببلدان الإقامة في ما يرجع إلى تجذر واندماج المهاجرين المغاربة في بلدان الاستقبال وعرض وسائل الإعلام المغربية في ما يخص تعزيز وتقوية الروابط التي تجمع مغاربة العالم مع ثقافة بلدهم الأصلي وذلك حسب الرغبات الخاصة لكل جيل من المهاجرين. وذكر السيد إدريس اليزمي بأن المجلس المحدث في دجنبر 2007 له مهمتان، الأولى استشارية والثانية استشرافية، مشيرا إلى أن مواكبة وسائل الإعلام الوطنية لإشكاليات الهجرة المغربية من خلال البحث والإبداع والخلق وتنويع الشراكات والمبادرات الإرادية والاستشرافية يمكن أن تحيط إلى حد كبير بالتحولات الكبرى التي تشهدها ثلاثة أو أربعة أجيال من المواطنات والمواطنين المغاربة المقيمين بالخارج. وفي معرض تناوله لهذه التحولات، سجل بالخصوص عولمة توزيع المغاربة عبر العالم والحركية التي تتميز بها الكفاءات المغربية وانتقالها عبر العالم، مذكرا بالتأنيث المتزايد للبنية السكانية للجالية وشيخوخة الأجيال الأولى من المهاجرين المغاربة في أوروبا، والتنوع اللغوي المتزايد والارتفاع المتزايد للهجرة الشرعية. وأضاف بلاغ المنسقية العامة أنه على أساس هذه الإشكاليات وغيرها، تساءل أعضاء هيئة إدارة الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع حول تعاطي الإعلام العمومي مع قضايا الجالية ومدى التزامه بدفتر التحملات في ما يرجع إلى هذه الشريحة من المغاربة، بالإضافة إلى مسألة تكوين العاملين في الإعلام وتحسيسهم بالمعطيات الجديدة والتحولات التي تعرفها هذه الشريحة من المغاربة، الى جانب التمثلات الخاطئة التي يشكلها البعض في البلد الأصلي إزاء مغاربة العالم. وفي ردهم على تساؤلات أعضاء الهيئة، استعرض مسؤولو مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج العديد من الاقتراحات والإجراءات العملية ومنها ما تم، أو يجري، تنفيذه من قبيل إنجاز دراسات وأبحاث ميدانية حول أثر وسائل الإعلام المغربية في علاقته مع موضوع الهجرة المغربية، ودعم تكوين مهنيين مغاربة في هذا المجال، وبحث إمكانيات التعاون مع عدد من المؤسسات ذات الدور الهام في المشهد الإعلامي المغربي كوكالة المغرب العربي للأنباء والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والهيئة العليا للاتصال السمعي- البصري والفدرالية المغربية لناشري الصحف والنقابة الوطنية للصحافة المغربية. وقد مكنت هذه الجلسة الهيئة، يضيف البلاغ، من استكشاف بعض مجالات التعاون مع المجلس، خاصة في ما يرجع إلى جمع آراء وتطلعات المهنيين المغاربة العاملين في الخارج بهدف تعبئة طاقاتهم في إطار التكامل المهني مع زملائهم في داخل الوطن.