عاش الجمهور الرباطي، مساء يوم السبت، لحظات انبهار بسحر الشرق الأقصى من خلال عروض قدمتها الفرقة الفنية لمقاطعة "خه نان" التي حلت بالمغرب في إطار جولة شملت أيضا الجزائر والسودان. وتمكنت فرقة "الأكروبات" بمدينة "جينغ جو" والفرقة التابعة لمدرسة "تاقو" لتدريس كونغ فو شاولين، من أن تأسر جمهور المسرح الوطني محمد الخامس ، الذي لم يتوقف عن التصفيق، بلوحات فنية نهلت من معين هذا الفن العريق والأصيل. وقد رسم أعضاء الفرقة، وأغلبهم ينتمون لمعبد شاولين الشهير بالصين، لوحات جمعت بين روعة التحكم في الجسد وعروض الكونغ فو باستخدام السلاح وتمارين شاولين واللعب بالعصي وتقليد الحيوانات واختراق الإبرة للزجاج. وتناغم الجمهور مع حركات فتيات فرقة الأكروبات بزيهن المتميز، حيث أدت الفرقة مجموعة من الفقرات، منها فنون الكرة وتدوير الحلقات البلاستيكية وتدوير الصحون وألعاب الدراجات ولعبة الشيطان وترقيص المظلة فيما شدت انتباه الأطفال، بالخصوص ، الألعاب السحرية التي قام بها أحد البهلوانات بمهارة فائقة. وكانت سفيرة جمهورية الصين الشعبية بالمغرب، السيدة كسو جينغجو، أكدت في كلمة قبيل انطلاق العروض، أن تقديم هذا الحفل بهذا البلد الجميل سيساهم في تعزيز العلاقات بين جمهورية الصين الشعبية الصين والمملكة المغربية . وأضافت الديبلوماسية الصينية أن التعاون الثقافي رافد من روافد هذا التعاون ، خاصة أن هذا التبادل تجسد في عدة مظاهر منها على الخصوص زيارة فرقة المعاقين للمغرب السنة الماضية. من جانبه، أبرز وزير الثقافة السيد بنسالم حميش ، في كلمة ألقيت بالنيابة عنه ، التاريخ المكتوب للعلاقات بين الصين والمغرب والذي يعود للقرن الثامن ، مذكرا في هذا الصدد برحلة الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة الذي أقام بالصين لمدة ثلاث سنوات. وذكر السيد حميش بالعلاقات المتميزة التي تربط بين المغرب والصين ، والتي عززتها الزيارة التي قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس للصين سنة 2002 ، وتلك التي قام بها الرئيس الصيني للمغرب سنة 2006. يشار إلى أن فنون الكونغ فو الصينية شكلت على مر العصور رمزا من رموز سحر الشرق الأقصى ومثلت تجليا من تجليات النخوة والقوة والانسجام التي تميز بها الشعب الصيني. وكانت المجموعة الصينية للكونغ فو والفرقة الوطنية لمقاطعة "خه نان" قدمتا عرضا مساء الجمعة بالمسرح البلدي بمدينة المحمدية.