أشاد عضو الكونغرس الأمريكي، الديمقراطي كيث إليسون، أمس الثلاثاء بواشنطن، بإسلام التسامح والاعتدال الوسطي الذي يدعو إليه المغرب، معربا عن تقديره للإصلاحات التي تتم في المملكة، وخاصة تلك المتعلقة بتعزيز حقوق المرأة. وأكد السيد إليسون، خلال لقاء عقده مع وفد من النساء المغربيات يضم على الخصوص السيدة خديجة الرويسي رئيسة جمعية "بيت الحكمة" ولجنة الأخلاقيات بحزب الأصالة والمعاصرة والسيدة فتيحة العيادي نائبة رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، أن " المغرب الذي يشكل نموذجا بالمنطقة في مجال التسامح الديني، يتعين عليه القيام بدور كبير في مجال تشجيع التفاهم المتبادل بين الأديان". وخلال هذا الاجتماع، أبرزت السيدة العيادي التعايش بين الأديان الذي ميز المغرب على الداوم، مشيرة إلى أنه حين سادت النازية في أوروبا، كان المغرب يبعث إلى باقي العالم رسائل مقاومة النازية حين اعترض جلالة المغفور له الملك محمد الخامس على إجبار المواطنين المغاربة من ديانة يهودية على حمل شارة النجمة الصفراء كما طالبت بذلك سلطات فيشي. وابرزت الإصلاحات التي شهدها الحقل الديني التي قام بها المغرب بموازاة مع تقاليد التسامح والتعايش مع الانخراط في الوقت نفسه، في منطق الشريعة ومبادئ الإسلام. من جهتها، أشارت السيدة الرويسي إلى أن إصلاح المدونة يشكل مكسبا جديدا في مسلسل الدمقرطة القائم بالمملكة، والذي بفضله أصبح الرجل والمرأة متساويين في الحقوق والواجبات على مستوى الأسرة. كما تطرقت إلى تشريع قانون الجنسية الذي يمكن المرأة المغربية من نقل جنسيتها المغربية إلى أطفالها من أب أجنبي، مسجلة أن هذا الإصلاح اندرج في إطار انسجام مع مدونة الأسرة. كما أشارت إلى أن الإصلاحات التي يتم تطبيقها بالمغرب في مجال حقوق الإنسان تجعل من المملكة نموذجا يحتذى به في المنطقة، مستعرضة مناخ الثقة الذي انبثق عن عمل هيئة الإنصاف والمصالحة، الذي مكن المغرب من طي صفحة الماضي انتهاكات حقوق الإنسان وتدعيم المؤسسات. كما أجرى الوفد محادثات مع عضو الكونغرس الديمقراطي فيك سنايدر، بشأن التطورات الأخيرة لقضية الصحراء. وذكر الجانب المغربي في هذا الإطار بالتأييد، على المستوى الدولي، لمخطط الحكم الذاتي ، مبرزا أنه يتعين على الطرف الآخر التخلي عن موقفه الجامد والانخراط في الدينامية الجديدة التي خلقها المقترح المغربي. ويتضمن برنامج زيارة وفد النساء المغربيات إلى واشنطن، موائد مستديرة واجتماعات مع أعضاء الكونغرس ومسؤولين عن العديد من المؤسسات ومعاهد البحث الأمريكية، قبل التوجه إلى نيويورك.