دعا الزعيم الليبي معمر القذافي، مساء الخميس، إلى "إعلان الجهاد" ضد سويسرا التي وصفها ب"الكافرة"، بسبب حظر بناء المآذن في هذا البلد الذي تمر علاقات ليبيا معه بأزمة منذ عدة أشهر. وقال القذافي، في كلمة ألقاها بمناسبة إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، وبحضور عدد من رؤساء ووزراء دول إسلامية وإفريقية، إن "سويسرا الكافرة الفاجرة التي تدمر بيوت الله، هي التي يجب أن يعلن عليها الجهاد بكل الوسائل". ووصف القذافي، الذي أم صلاة المغرب في حشد ضم نحو خمسة آلاف شخص في مدينة بنغازي، "أي مسلم في أي مكان من العالم يتعامل مع سويسرا" بأنه "كافر وضد الاسلام، ضد محمد، ضد الله، ضد القرآن". وكانت أغلبية من السويسريين عبرت، في استفتاء في 29 نونبر الماضي، عن تأييدها منع بناء مآذن بدعوة من قوى يمينية ترى في هذه المآذن "رموزا سياسية دينية". وأضاف القذافي "قاطعوا سويسرا، قاطعوا بضائعها، قاطعوا طائراتها، قاطعوا سفنها، قاطعوا سفاراتها، قاطعوا هذه الملة الكافرة الفاجرة المعتدية على بيوت الله". ويذكر أن العلاقات توترت بشدة بين البلدين، منذ الصيف الماضي، بعد أن ألقت الشرطة السويسرية القبض على هانبعل، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، وزوجته في جنيف إثر شكوى تقدم بها اثنان من خدمهما بتهمة سوء المعاملة. وإثر ذلك، اعتقلت السلطات الليبية رجلي أعمال سويسريين، في 19 يوليوز 2008، في ليبيا لا يزال أحدهما، ماكس جولدي، يقضي عقوبة بالسجن فيها. وقد جاءت كلمة القذافي في الوقت الذي تتواصل فيه المباحثات بين البلدين من أجل التوصل إلى الإفراج عن جولدي. وقالت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي-راي، أول أمس الأربعاء، أثناء لقاء صحفي، إن "الوضع صعب ودقيق" معتبرة مع ذلك أن "المفاوضات تتواصل وتمضي قدما". كما أكدت أن سويسرا تعمل من أجل التوصل إلى "حل سياسي "للإفراج عن جولدي الذي أودع السجن، الاثنين الماضي، في ليبيا لتنفيذ عقوبة بالسجن لمدة أربعة أشهر". وكان قد تم القبض على جولدي مع رشيد حمداني، وهو سويسري الجنسية أيضا، الذي تمكن بعد عملية قضائية طويلة من الحصول على براءته ومغادرة ليبيا قبل أيام. أما جولدي فقد حكم عليه بالسجن لمدة أربعة أشهر، بعد إدانته بتهمة "الإقامة بشكل غير شرعي" في ليبيا. وأكدت وزيرة الخارجية السويسرية أن بلادها ستبقي على سياستها المتشددة في مجال منح تأشيرات شنجن إلى المواطنين الليبيين. وكان هذا الإجراء قد أثار غضب ليبيا، التي أعلنت، في 14 فبراير الجاري، أنها ستعامل الأوروبيين بالمثل، ما حدا ببعض العواصم الأوروبية إلى التدخل في محاولة لاحتواء الأزمة. ورفضت سويسر، أمس الخميس، اتهام إيطاليا لها باستخدام إدراج اسم الزعيم الليبي والعديد من الشخصيات الليبية في اللائحة السوداء للأشخاص الذين لا يمكنهم الحصول على تأشيرة دخول فضاء شنجن، لغايات سياسية. وقالت سيسيليا مالمستروم، التي تولت، مؤخرا، منصب رئيسة المفوضية الأوروبية لشؤون الهجرة، "نحن في حوار متواصل مع السلطات الليبية ونأمل في التوصل الى حل"، وأضافت مالمستروم، في حديث مع الصحفيين، إن "جهودا دبلوماسية مكثفة تبذل وهي تؤتي ثمارها"، " قد سمحوا بالإفراج عن شخص، وقد غادر ليبيا، ولدينا آمال من أجل الثاني، لكن يجب أن نكون حذرين"، معتبرة أن المسألة "ليست مسألة أشهر بل أسابيع".