هذا ما كان منتظرا، أن تأتي فرق مغمورة كأفريقيا الوسطى لتحرجنا في عقر دارنا وهذا ما حدث بالأمس أمام منتخب إفريقيا الوسطى الذي واجه نخبتنا بمحليين هواة انتزعوا التعادل من قلب العاصمة المغربية الرباط ومن بين أقدام الشماخ والحمداوي فكان التعادل بطعم الهزيمة أمام قرابة 30000 متفرج حضروا في ليلة رمضانية لمساندة سباع الأطلس في نزالهم هذا... في يومهم هذا.... في بلدهم هذا.. ناهيك على من انتظر المبارة لتتبعها على شاشات التلفزة بالمنازل و المقاهي وكله أمل على أن يظهر سباع الأطلس بالمظهر المقنع أداء ونتيجة، سيناريو شبيه حدث منذ أسابيع قليلة أثناء مقابلة ودية جمعت المنتخب المغربي بمنتخب غينيا الاستوائية المغمور و الذي حضر هو الآخر بلاعبين هواة يمارسون في بطولة منسية لا تتعدى دوراتها الثمانية وكان الضيوف سباقين إلى التسجيل وكادوا أن يكرموننا بهدف ثاني قبل أن ينقذ حجي الموقف بتسجيله لهدفي التعادل و الفوز في مشهد أقرب إلى المعجزة منه إلى أي شيء آخر وفي مقابلة كان فيها المنتخب الوطني مقطوع الأوصال،وكان الفريق الخصم الأفضل تماما كان فريق إفريقيا الوسطى بالأمس عندما كاد أن يهز الشباك المغربية في ثلاث محاولات واضحة تحت أنظار الشعب المغربي الذي يؤلمه الوضع الذي وصلت إليه رياضتنا و تعليمنا و صحتنا وأمننا وكل قطاعاتنا ومقدراتنا التي تكالبت عليها عائلات آل الفاسي و آل الفهري.. الشماخ...الحمداوي.... حجي ....بوصوفة فعلا هم نجوم بارزون في أنديتهم يهزون الشباك في البطولا ت الأوروبية و يصنعون الفرجة على المستطيل الأخضر لكنهم يعجزون على فعل ذالك بالرباط والدار البيضاء ومراكش وفاس ، العيب ليس في الشماخ و حجي و الآخرين هؤلاء لا نشك أبدا في وطنيتهم و حبهم لبلدهم بل العيب في المدربين الأجانب التي تتعاقد معهم جامعتنا الغراء مقابل مبالغ مالية تأخذ من دافعي الضرائب المغاربة ((من عرق وكد المغاربة )) كل المدربين الأجانب الذي تعاقبوا على تدريب المنتخب المغربي غداة إبعاد المدرب القدير "بادو الزاكي" كلهم لم يتمكنوا من توظيف قدرات هؤلاء النجوم فكانت النتيجة الإقصاء المبكر بل و احتلال المراتب الأخيرة وما قبل الأخيرة في الاقصائيات أمام فرق افريقية كان بالأمس أصدقاء أحمد فرس و عسيلة وبابا والشريف والسماط والظلمي يفوزون عليهم بالرباعية والخماسية و السداسية والسباعية (... المغرب 7 - الطوغو 0 ملعب البشير بالمحمدية سنة ...1979 ) انتظروها، عما قريب ستأتي منتخبات أخرى أقل شهرة من إفريقيا الوسطى وغينيا الاستوائية كجيبوتي و الصومال و اريتريا وجزر القمر والسيشل وجزر موريس والرأس الأخضر الغير المعروفة كرويا لتعطينا هي الأخرى دروسا في فنون اللعبة وتحرجنا هي الأخرى على أرضية ملاعبنا و بين ظهرانينا ليخرج محترفينا مطأطئي الرؤوس وليغادر الجمهور المدرجات حزينا كئيبا و في قلبه غصة و حنينا للأيام الخوالي أيام فرس و عسيلة والتازي والزهراوي نعم كرة القدم المغربية إلى أين ؟؟ تعليمنا إلى أين ؟؟ صحتنا إلى أين ؟؟ شبابنا إلى أين ؟؟ أمن المغاربة إلى أين ؟؟ مغربنا إلى أين ؟؟ طبعا إلى الهاوية وما أدراك ما الهاوية مادمت انتخاباتنا التي قاطعها السواد الأعظم من الشعب المغربي قد أفرزت رئيس حكومة على شاكلة عباس الفاسي المسؤول الأول عن فضيحة النجاة والذي لم يكتفي بتعبيد الطريق لديرته و عشيرته لينالوا السيادة والرياسة وبركة مولاي ادريس بل قام بملء دواوين الوزارات حتى بأبناء و بنات الخدم والحشم الذين خدموا في بيوت آل الفاسي و آل الفهري ردحا من الزمن ....