ندد ممثلو عشرات الجمعيات الحقوقية المغربية،اليوم السبت ،في وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة الإسبانية بالرباط بالأسلوب اللاإنساني الذي تعاملت به السلطات الإسبانية مع مهاجرين أفارقة أمس الجمعة،حيث تخلى عنهم الحرس المدني بعرض السواحل المغربية وهم في وضعية صحية متردية. وردد المشاركون في هذه الوقفة الاحتجاجية،التي نظمها نسيج جمعوي يتكون من 57 جمعية من مختلف جهات المملكة،شعارات تشجب السلوك العنصري الذي تعاملت به السلطات الإسبانية مع المهاجرين الأفارقة.واستنكر المشاركون،الذي قدموا من مختلف المناطق كالرباط وسلا والدار البيضاء ومكناس والقنيطرة وسطات ،الأسلوب الهمجي الذي تعامل به الحرس المدني مع المهاجرين الأفارقة،مطالبين الحكومة الإسبانية ب` " إعادة النظر" في أسلوب تعاطيها مع ملف الهجرة .كما أدانوا الأسلوب الوحشي الذي أصبحت تعامل به السلطات الإسبانية المواطنين المغاربة ،عند نقط العبور ،حيث تلجأ الشرطة الإسبانية " دون مبرر" إلى العنف الجسدي ضد هؤلاء المواطنين .وبهذه المناسبة،أكد السيد عبد الفتاح زهراش،رئيس جمعية "بسمة"،وممثل الجمعيات المشاركة،أن هذه الوقفة هي عبارة عن إدانة شعبية للأسلوب الشاذ واللاإنساني والمنافي للمواثيق الدولية،الذي تعاملت به ولا تزال الحكومة الإسبانية في ما يتعلق بقضية المهاجرين .وأضاف الأستاذ زهراش،في تصريح للصحافة،أن الشعب المغربي يستنكر العمل اللاإنساني الذي قامت به الحكومة الإسبانية في حق " إخواننا الأفارقة"،في إشارة إلى تخلي الحرس المدني عن المهاجرين الأفارقة الثمانية أمس بعرض السواحل المغربية وهم في وضعية صحية متردية .من جانبه،قال السيد بلمعلم التهامي،عن المركز المغربي لحقوق الإنسان،في كلمة بالمناسبة،إن هذه الوقفة تأتي انطلاقا من إيمان الشعب المغربي بالعمق الأفريقي للمملكة ،انطلاقا من التاريخ والمصير المشترك.وقد شارك في هذه الوقفة أيضا عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا،إلى جانب أفارقة مقيمين بالمغرب .يذكر أن المغرب عبر عن تنديده الشديد بتخلي الحرس المدني الإسباني عن المهاجرين الأفارقة بعرض سواحله،حيث وصف بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون هذا التصرف ب` "الشاذ واللاإنساني".وأكد البلاغ أن حكومة المملكة المغربية تسجل "بكل أسف واستغراب هذا التصرف اللاإنساني الذي يتنافى واحترام كرامة وحقوق الإنسان والاتفاقيات الثنائية المبرمة بين البلدين في ميدان تدبير الهجرة،والذي يعكس في الواقع النزعة العنصرية التي تطبع تدخلات الحرس المدني الإسباني".