يتعرض فنانون مغاربة إلى أزمات صحية خطيرة أحياناً، تجعل بعضهم يتوقفون عن الاشتغال في المجال الفني، في حين أن آخرين توفتهم المنية بسبب ما يقول البعض إنه إهمال لأوضاعهم الصحية والاعتبارية كممثلين أو مطربين أو رسامين تشكيليين. وغالباً ما تأتي مبادرات ملك المغرب محمد السادس التي تتضمن التكلف بمصاريف علاج هؤلاء الفنانين المغاربة لتنتشل الكثير منهم من مشاكل صحية حقيقية، ومصير مجهول ينتظرهم.ويتلقى الفنانون المصابون بأمراض صعبة أو حرجة مبادرات الملك بكثير من السرور والحفاوة لأنهم لم يكونوا يمتلكون تغطية صحية أو لا يستطيعون سداد تكاليف التطبيب والعمليات الجراحية. إلا أن هذه الحالات يفترض أن تكون قد خفّت، بعدما أصبح الفنانون المغاربة يستفيدون من خدمات وعلاجات مؤسسة التعاضدية الوطنية للفنانين.وتعددت حالات سقوط فنانين مغاربة ضحية أمراض مزمنة، أقعدت بعضهم في الفراش، وتسبب للبعض الآخر في مغادرة الحياة في صمت مطبق.ومن هؤلاء الفنانة بنحيلة الركراكية، رائدة الفن التشكيلي الفطري بالمغرب، التي توفيت قبل أشهر بعد معاناة طويلة مع مرض الربو الذي أنهك جسدها ولم تتمكن من تدبر مصاريف العلاج منه.ومن أبرز الفنانات اللواتي مازلن يعانين من ويلات الأمراض المزمنة، المطربة نادية أيوب التي سبق لها أن تُوجت في مهرجان القاهرة الغنائي الدولي، والتي ترقد على فراش المرض بسبب إصابتها بانتفاخ على مستوى الحلق، أثر بشكل حاد في حبالها الصوتية، فتوقفت عن الغناء منذ فترة غير قصيرة.وتعاني المغنية المغربية أيضاً من داء أصاب الشعيرات الداخلية لأذنها، الأمر الذي يفضي بها إلى فقدان التوازن وعدم التركيز في بعض الأوقات، ما يسبب لها عجزاً في التعرف إلى من يحيط بها أحياناً.وأبدت المطربة المغربية أسفها من عدم تفاعل نقابة الفنانين مع حالتها الصحية منذ بداية أزمتها الصحية لكونها لا تتوافر على تغطية صحية، إذ تلقت الوعود تلو الوعود المطمئنة دون تجسيدها على أرض الواقع.إلا أن أيوب استبشرت خيراً حين قرر الملك محمد السادس، قبل أشهر قليلة، أداء مصاريف علاجها باهظ الثمن، معتبرة أنه قرار سديد جاء في وقته.وبدورها، تعاني الممثلة المغربية عائشة مناف حالياً من داء السرطان الذي بات ينخر عظم فخذها وألحق أضراراً بالغة بالشرايين والأعصاب في هذه العضلة، الأمر الذي أفقدها وزنها ونضارة وجهها، وألزمها المكوث في الفراش والتخلي عن الأدوار التي كانت تستعد لأدائها في المسرح والتلفزيون.واستنكرت فعاليات فنية نظمت مبادرات لجمع المساعدات لهذه الممثلة ما سمّته سياسة "صمت الجبال وسكوت المقابر" من طرف الجهات المسؤولة عن الفن بالبلاد إزاء وضعية مناف، مع هذا المرض الخطير.ومن جهتها، عبّرت مناف عن حزنها للتجاهل الذي لاقته من طرف جهات عديدة حتى إن تداعيات المرض تفاقمت بسبب عدم قدرتها على سداد تكاليف الأدوية، لكنها لم تُخف أيضاً شعورها الكبير بالفرحة والامتنان للملك محمد السادس الذي تدخل مرة أخرى ليشمل بعطفه هذه الممثلة الشابة التي وجدت حالتها الصحية تعاطفاً شعبياً عارماً.