تتخوف جبهة البوليساريو، الداعية للانفصال الصحراء عن المغرب، من أن تطبق السلطات الإسبانية ابتداء من الصيف المقبل، الإجراء الذي أعلن عنه وزير الخارجية ميغيل أنخيل موراتينوس، بخصوص ضرورة توفر الأطفال الذين ترسلهم الجبهة من المخيمات الخاضعة لها في تندوف، إلى العائلات الإسبانية التي تؤويهم خلال عطلة الصيف، بحيث يصعب أن يسمح لهم مستقبلا بدخول الأراضي الإسبانية إلا إذا كانوا حاصلين على جواز سفر فردي، يمكّنهم من الحصول على تأشيرة مجموعة دول "شينغين". وكان رئيس الدبلوماسية الإسبانية، كشف أثناء مثوله قبل يومين أمام لجنة العلاقات الخارجية في برلمان بلاده، أنه طلب منذ مدة من السلطات الجزائرية أن تكف عن منح جوازات سفر جماعية إلى الأطفال المرحلين من مخيمات "تندوف" إلى إسبانيا لتمضية العاطلة الصيفية في أجواء لا قبل لها بحرارة المخيمات وشظف العيش فيها. وبرر المسؤول الإسباني الطلب، بحرص بلاده على تطبيق المعايير الأوروبية بخصوص تنقل الأشخاص الأجانب في دول "شنغين".يذكر أن هذه العملية، بدأت منذ سنوات، حيث يقدر عدد الأطفال الصحراويين المستفيدين كل صيف حوالي تسعة آلاف طفل. تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاما في أغلب الأحوال. واستطاعت جبهة البوليساريو، بفضل شبكة علاقاتها، إقناع العائلات الإسبانية في عدد من المناطق، بإيواء الأطفال وتقديم العون الإنساني لهم.إلى ذلك، لم يعلق مندوب البوليساريو في إسبانيا على القرار الذي تنوي سلطات البلاد تطبيقه، مستبعدا أن تكون الأزمة الاقتصادية التي تمر بها إسبانيا والتي تضررت من جرائها عائلات كثيرة، وراء قرار الحكومة، مضيفا حسبما نقلته عنه بعض الصحف، أن العائلات التي استضافت الأطفال في الماضي رحبت باستقبالهم مجددا.ولم يثر المغرب في يوم من الأيام، تداعيات هذا الوضع الإنساني لدى المنظمات الدولية المعنية بحقوق الأطفال، على اعتبار أن نقل طفل إلى جو مغاير تماما، فكريا واقتصاديا واجتماعيا وعقائديا، ثم إعادته إلى نفس البيئة التي تركها، من شأنه أن يشكل أزمة نفسية له أو على الأقل صدمة حضارية، حينما يقارن الطفل بين وضع أسرته وتلك التي حل ضيفا عليها، خاصة وأنه سيسمع خطابا في البلد الذي حل به، سيشعر معه أنه لاجئ مطرود من بلده الأصلي أي المغرب، ما ينتج عنه شحن الأطفال بمشاعر الحقد والكراهية ضد من يتوهمون أنه المتسبب في مأساتهم.وكانت الرباط، قد أثارت المشكل في بعض الأحيان، عندما تعلق الأمر بدولة كوبا، التي أرسلت إليها جبهة البوليساريو على مر السنين الماضية أفواجا من الأطفال للدراسة أوالتدرب على الأعمال العسكرية، ليعودوا منها وقد تعبئوا بإيديولوجية تحرير الصحراء. وفي هذا الصدد تحدثت تقارير عن معاناة بعض الموفدين إلى كوبا، من مشاكل واضطرابات نفسية ناتجة عن اقتلاعهم من بيئة مغايرة للتي أرغموا على العيش بها بعيدين بآلاف الكيلومترات.