في خطوة لاحتواء الوضع بمدينة الداخلة في المغرب، تخلف الموقعون على "وثيقة 28 فبراير" من المنتخبين الجماعيين بجهة وادي الذهب الكويرة، عن قرارات الاستقالة التي أشهروها في الوثيقة، احتجاجا على الأحداث التي شهدتها المدينة الساحلية نهاية الشهر المنصرم. وقالت مصادر مطلعة، ل"مغارب كم" إن قرار التراجع يأتي بعدما اجتمع المنتخبون مع حميد شبار، والي جهة وادي الذهب الكويرة بالصحراء المغربية، والذي تعهد بإحداث لجان ستعكف على تحديد لوائح الضحايا والمتضررين من الأحداث التي عرفتها المدينة قبل نحو أسبوعين. وأفادت المصادر ،أن هذه اللوائح ستكون سندا لجبر الضرر المعنوي والمادي الذي طال ضحايا الاعتداءات، فضلا عن متابعة قضائية للجناة. وكان عدد من جمعية منتخبي الساقية الحمراء وواد الذهب، المعروفة اختصار ب "الأَسِيسَارْيُو"، (يرأسها الاستقلالي حمدي ولد الرشيد،قد قدموا استقالاتهم من تدبير شؤون الجماعات الحضرية والقروية في الجهة، وهو القرار الذي كانوا أعلنوا عنه من خلال "وثيقة 28 فبراير" التي أرسلت نسخ منها إلى الديوان الملكي والوزارة الأولى ووزارة الداخلية فضلا عن ولاية جهة وادي الذهب الكويرة. وتعود أسباب استقالة المنتخبين الجماعيين في البدء إلى الأحداث التي اندلعت بمدينة الداخلة ،يوم السبت 26 فبراير الماضي، حين اعترت المدينة احتجاجات عنيفة أدت إلى إلغاء السهرة الثالثة لمهرجانها الفني ، بعد وفاة شخص واحد وتعرض ممتلكات عمومية وخاصة للتخريب. وحسب مصادر "مغارب كم" فإن تراجع أعضاء "الإيسيساريو" عن الاستقالة يظل رهينا بتطبيق والي الجهة للوعود التي صرفها لهم إبان لقاء جمع الطرفين سعيا لاحتواء الوضع، مشيرة إلى أنه فضلا عن جبر الضرر تعهد الوالي ب"إجراء تحقيق شفاف ونزيه يفضي إلى متابعة الجناة قضائيا". وكان موقعو "وثيقة 28 فبراير " أعلنوا أنفسهم غاضبين، واتهموا "السلطات المحلية بتأجيج نار الفتنة في أحداث الداخلة"، على خلفية التناقض الذي طبع تصريحات والي الجهة بشأن أحداث الداخلة، موازاة مع روايات شهود عيان و"فيديوهات" بثت على صفحات الموقع الاجتماعي "فايسبوك"، حيث نظموا حملة لجمع توقيعات على "مشروع نص استقالة جماعية" استجاب لها عدد مهم منهم. وكانت مدينة الداخلة قد شهدت يوم السبت 26 فبراير الماضي، احتجاجات أدت إلى تعليق برنامج مهرجان الداخلة بعدما أسفرت عن قتيل وتخريب ممتلكات عمومية وخاصة بالمدينة، وهي الأحداث التي أفادت روايات لشهود عيان أن تدخلا للجيش وعناصر من القوات المساعدة هو الذي أعاد الأمن والنظام والهدوء إلى المدينة الساحلية.