دعا سكان بلدات وقرى من منطقة القبائل الجزائرية (شرق)، الحكومة إلى حماية رجال الأعمال والمقاولين وأثرياء المنطقة المهددين بالاختطاف من طرف الجماعات الإسلامية المسلحة. جاء ذلك في أعقاب وفاة مقاول، تعرض لإطلاق نار بعد أن حاول الإفلات من قبضة خاطفيه المنتمين إلى تنظيم القاعدة. وشارك أمس المئات من سكان بلدات فريحة وتيمزارت وأغريب وعزازقة، المنتمية إلى ولاية تيزي وزو (100 كم شرق العاصمة)، في مسيرة للتنديد بظاهرة خطف الأثرياء وأبنائهم من طرف عناصر الجماعات الإرهابية، بغرض الحصول على فدية. وحمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها «لا للعنف، لا للجريمة، لا للاختطاف، لا للسكوت، لا للإفلات من العقوبة». وانطلقت المظاهرة من الملعب البلدي لمنطقة فريحة إلى مقر البلدية التي تحمل اسم المنطقة نفسها. وأدان رؤساء البلديات، حيث توجد معاقل الجماعات المسلحة، أعمال الخطف التي عرفتها مناطقهم في السنوات الأخيرة، التي استفحلت خلال العام الحالي بشكل مخيف. وينتمي رؤساء البلديات إلى الحزب العلماني المعارض «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية». وقال أحدهم في مكبر الصوت: إن انعدام الأمن بمنطقة القبائل «أضحى السمة الغالبة فيها، وهو وضع لا يمكن أن يستمر». وندد بما سماه «سطوة الجماعات الإرهابية المسلحة». بينما ذكر رئيس بلدية آخر أن السلطات «مسؤولة عن أمن الأشخاص وعن حماية ممتلكاتهم». وحذر المتظاهرون الإسلاميين المسلحين من «غضب عارم ضدهم إذا تمادوا في استفزازنا». وقال امحند إيخربان، عضو «مجلس الأمة» (الغرفة البرلمانية الثانية)، المنتمي لحزب «التجمع»: إن منطقة القبائل «لن ترضخ لتهديدات الإرهابيين». وحمل السلطات مسؤولية عمليات خطف الأثرياء التي غالبا ما تنتهي بدفع فدية مقابل الإفراج عنهم. وجرت المظاهرة تحت أمطار غزيرة، وانتهت من دون وقوع أي حادث. وتحاشت السلطات تأطيرها بواسطة قوات الأمن، على غير العادة، حتى لا تثير غضب المتظاهرين الذين تجاوز عددهم 3 آلاف شخص، حسب ما ذكره صحافيون حضروها. وتوفي أول من أمس رجل أعمال معروف في قرية إمخلاف ببلدة أغريب، التي يتحدث سكانها الأمازيغية. ولفظ حند سليمانة أنفاسه متأثرا بإصابة تلقاها يوم 15 من الشهر الحالي، عندما حاول الإفلات من قبضة جماعة إرهابية حاولت اختطافه. وتنسب الجماعة نفسها إلى تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وتعرض رجل الأعمال لإطلاق نار بعد لحظات من هروبه من كمين وضعه مسلحون في طريق غابوي معزول عن وسط البلدة. وكان مع سليمانة لحظتها ابن عمه، يسمى عمر، اقتاده الخاطفون إلى مكان مجهول. وتم إطلاق سراحه فجر أول من أمس. ويقول عارفون بشؤون المنطقة إن عناصر الجماعة المسلحة أفرجوا عنه، لأنهم تخوفوا من رد فعل السكان المحليين بعد وفاة المقاول الذي خضع لعملية جراحية، ولم يتمكن الأطباء من معالجة جروحه الغائرة.