توفي اليوم الخميس عن عمر يناهز 84 عاما ابراهام السرفاتي وهو معارض مغربي تعرض للسجن والنفي على أيدي الحكام الفرنسيين إبان الاستعمار الفرنسي للمغرب ثم على أيدي الحكومة المغربية لاتهامه بالتآمر ضد الدولة. وانضم السرفاتي وهو من الاقلية اليهودية الصغيرة في المغرب الذي يشكل المسلمون الغالبية الساحقة من سكانه للحزب الشيوعي عندما كان شابا وأمضى معظم حياته في تحد للسلطات. وقال عبد الحميد أمين نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان ان المجتمع المغربي احتضن بمودة شخصية يهودية مثل السرفاتي كمناضل تقدمي مغربي وعربي وديمقراطي. وأضاف أمين الذي أمضى وقتا في السجن مع السرفاتي أن الاخير تعرض لتعذيب وحشي في الستينات والسبعينات ولكنه كان قويا وتحدى معذبيه وهو في الاعتقال وأثناء المحاكمة. في البداية قامت السلطات الاستعمارية الفرنسية بنفي السرفاتي الى فرنسا في عام 1952 لدوره كناشط وطني. وعاد الى الوطن في عام 1956 حين نال المغرب استقلاله. وأمضى فترة أخرى في السجن بعد ذلك لدوره كزعيم قيادي في جماعة (الى الامام) اليسارية المعارضة. وقال أصدقاؤه انه تعرض للتعذيب أثناء هذه الفترة. ثم أجبرته حكومة الرباط على أن يعيش في المنفى في فرنسا في عام 1991 . وعاد الى المغرب بعد عشرة أعوام عندما خلف الملك محمد السادس ذو العقلية الاصلاحية والده ووعد بانهاء انتهاكات حقوق الانسان. وعاش السرفاتي منذ ذلك الحين في مراكش مع زوجته كريستين. ووقع السرفاتي في حبها بعد أن ساعدته على الهرب من الاعتقال ذات مرة في السبعينات وتزوجا في وقت لاحق وفقا للمراسم اليهودية في سجن القنيطرة الذي يخضع لاجراءات مشددة حيث كان يقضي فترة عقوبة. ويقدر عدد الاقلية اليهودية في المغرب بحوالي خمسة الاف نسمة من حوالي نصف مليون في نهاية الحرب العالمية الثانية.