"الشرق الاوسط" الجزائر: بوعلام غمراسة تحول تراشق لفظي بين رئيس أحد أكبر نوادي كرة القدم الجزائرية ومسؤول الاتحاد المحلي، إلى أزمة سياسية حطت برحالها في البرلمان، حيث طالب أحد نواب المعارضة، وزير الشباب والرياضة، ب«قول الحقيقة» حول اتهامات ب«الرشوة» و«هدر كرامة الجزائريين» تطارد رئيس الاتحاد محمد روراوة. وطلب نور الدين آيت حمود نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني (مجلس النواب)، من وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار «كشف الحقيقة للجزائريين» بخصوص تهمة خطيرة وجهها، رئيس «شبيبة القبائل» الشريف حناشي لرئيس الاتحاد محمد روراوة، تتعلق بمباراة جرت بين الشبيبة وفريق الأهلي المصري بالقاهرة في نهاية أغسطس (آب) الماضي، لحساب دوري أبطال أفريقيا. وفجر حناشي مطلع الأسبوع الحالي قنبلة عندما قال للصحافة، إن روراوة «طلب مني قبل سفرنا إلى القاهرة تسهيل مهمة الأهلي في المباراة، وقال لي صراحة إن المصريين يجب أن يفوزوا بتلك المباراة لأنه بحاجة إلى أصواتهم في انتخابات رئاسة الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم التي يرغب في دخول معتركها». وأضاف أن روراوة «كان يريد كسب ود المصريين لتحقيق مصلحة شخصية على حساب كرامة الجزائريين». وذكر البرلماني المعارض في سؤال شفوي لوزير الرياضة أن التهمة الموجهة لروراوة «معناها أن رئيس الاتحاد حاول رشوة رئيس الشبيبة، وهو أمر خطير وينبغي على الوزارة أن تتخذ الإجراءات القانونية المناسبة» بحقه، في إشارة إلى ضرورة تحريك دعوى قضائية ضد روراوة الذي يعتبر من الشخصيات التي تملك نفوذا كبيرا في الرياضة وفي الأوساط السياسية أيضا. وأوضح آيت حمودة المنتمي لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أن الوزير «مدعو إلى وضع حد لهذا الضجيج والغوغاء وتنوير الرأي العام حول خلفيات القضية»، مشيرا إلى أن التهمة «تعدت الإطار الرياضي واتخذت أبعادا أخلاقية وسياسية ستكون لها عواقب وخيمة على الرياضة الجزائرية، وبالتالي على الدولة». وأضاف: «وإذا كانت التهمة غير مؤسسة فهو أمر لا يقل خطورة أيضا». وقدم آيت حمودة لوحة قاتمة عن وضع الرياضة في سؤاله للوزير، قائلا إن الأزمة ازدادت حدة منذ أن فرض اتحاد كرة القدم هذا الموسم على الأندية دخول عالم الاحتراف، بينما رفض رؤساء الأندية ذلك وحناشي على رأسهم. وتابع آيت حمودة: «الأزمة غذتها درجة العنف التي تعرفها الكثير من الملاعب». وظل روراوة صامتا حيال اتهامات حناشي، والتعليقات الحادة التي نشرتها الصحافة خلال الأيام الماضية، بينما أصدر الاتحاد أول من أمس بيانا وصف فيه تصريحات رئيس نادي القبائل ب«المشينة والكاذبة والمضللة». وأوعز البيان التصريحات النارية التي صدرت عن حناشي، إلى رفضه خضوع ناديه للاحتراف الذي طبقه الاتحاد منذ بداية الموسم الحالي. وأضاف البيان «أن اعتماد الكرة الجزائرية الاحتراف يعني نهاية عصر السيد حناشي الذي عمل من خلال الترهيب وممارسات تنتمي لعهد آخر، على زعزعة استقرار الجمعيات العمومية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم. لكنها أيام ولت وإلى الأبد وستطبق القوانين واللوائح»، وهو تهديد ضمني لحناشي يفيد بأنه سيتعرض لعقوبات.