أفادت مصادر طبية أن عنصرين آخرين من قوات الأمن توفيا اليوم الأربعاء متأثرين بالجروح البليغة التي أصيبا بها من طرف بعض المشاركين في أحداث الشغب التي شهدتها مدينة العيون أول أمس الإثنين. وبذلك يرتفع عدد أفراد قوات الأمن (القوات المساعدة والدرك الملكي والوقاية المدنية) الذين لقوا مصرعهم نتيجة هذه الأحداث الى عشرة أفراد. ومن جهة أخرى كان الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالعيون قد أمر بفتح تحقيق لتحديد ملابسات وفاة إبراهيم كركار ولد محمد ولد حمادي الذي دهسته شاحنة خلال أعمال العنف. وكانت قوات الأمن قد تدخلت أول أمس الاثنين لتحرير الشيوخ والنساء والأطفال بمخيم كديم إيزيك، بضواحي مدينة العيون، الذين كانوا متواجدين تحت قبضة مجموعة من ذوي السوابق والمبحوث عنهم في قضايا للحق العام، بعدما استنفدت كل مساعي الحوار الجاد لإيجاد حل لوضع المخيم غير المقبول قانونا. وعلى إثر هذا التدخل قام مجموعة من الأشخاص، الذين تمكنوا من الفرار من المخيم ، مدعومين ببعض المراهقين والشبان، بأعمال شغب بحي معطى الله وشارع السمارة بمدينة العيون مما دفع قوات الأمن الى التدخل من أجل وضع حد لهذه الأعمال. وقد أعرب العديد من المواطنين في الأقاليم الجنوبية، بمن فيهم شيوخ القبائل الصحراوية، عن تنديدهم بأعمال الشغب هاته، وجددوا ولاءهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتشبثهم بمغربية الصحراء. وأكدوا أن الأشخاص الذين رفضوا الحل السلمي لملف مخيم "كديم ايزيك" كانوا يستهدفون اختلاق الأزمة والدفع بالأمور نحو الاحتقان والاصطدام مع السلطات العمومية، مشددين على أن هؤلاء الأشخاص لهم ارتباطات سياسية واضحة، ولم يكونوا راضين عن أي حل سلمي لهذا الملف، خاصة في ظرفية تتزامن مع بدء جولة جديدة من المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء المغربية. وعلى الصعيد الوطني، أجمعت كافة القوى الوطنية، ممثلة في الفرق البرلمانية والأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والجمعوية والحقوقية، على استنكار وإدانة أعمال الشغب والفوضى التي تسببت فيها تلك العناصر الإجرامية. كما نددت بالدور الذي تقوم به المخابرات العسكرية الجزائرية من خلال توظيفها المشين لعصابة من المجرمين لإعطاء حركة مطلبية اجتماعية بسيطة بعدا سياسيا.