في خرجة استفزازية تضاف لخرجاته التي كانت ضربة للجزائر، أعلن المخرج الجزائري اليهودي جون بيار ليدو، ذو الأصول الإسبانية، في حصة ''اختبار المساء'' بالقناة الإسرائيلية ''قيسن تي في''، أنه قرر بمبادرة من المعهد الفرنسي في تل أبيب عرض ثلاثة من أفلامه في كل من حيفا وتل أبيب قبل نهاية الشهر الجاري، وهي الأفلام التي أنتجها بتدعيم من قبل وزارة الثقافة الجزائرية في إطار تظاهرتي الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 وسنة الجزائر في فرنسا .2003 بعد الزوبعة التي أحدثها المخرج ليدو حينما قرر تغيير سيناريو فيلمه ''ما يبقى فالواد غير حجارو''، بعد أن نال نصيبه المالي من قبل وزارة الثقافة التي راوغها للحصول على الإعانة، بل والأكثر من ذلك تحولت بعض أعماله إلى منبر لسب الجزائر ووصف بعض مراحلها التاريخية بأبشع النعوت، صعّد أصيل تلمسان هذه المرة من تحديه للجزائر ووزارة الثقافة التي لم تفلح في استرجاع أموال قدمت له طواعية، حيث أعلنها صراحة خلال استضافته في بلاطو ''اختبار المساء'' للقناة الإسرائيلية ''قيسن تي في'' أنه لن يتردد في تجسيد مبادرة المعهد الفرنسي في تل أبيب الراغب، حسبه، في عرض أفلامه المدعمة من قبل الجزائر ببعض مدن الكيان الصهيوني، ويتعلق الأمر بكل من حيفا وتل أبيب. وفضلا على أن الجزائر معروفة بمقاطعتها لإسرائيل في كل المجالات بدون استثناء، فإن وجه التحدي الذي تحمله مبادرة جون بيار ليدو الذي نجح في خداع الجزائر، هو أنه اختار هذا التوقيت الذي توحدت فيه مواقف معظم دور السينما في العالم على مقاطعة إسرائيل، إثر حادثة الهجوم على بواخر قافلة غزة، التي خلفت قتلى وجرحى واستنكارا دوليا واسعا. وسيثير موقف السينمائي الذي كان يوصف بمدلل وزارة الثقافة لما كان يحظى به من دعم وتمييز، جدلا كبيرا، في انتظار ما سترد به وزارة الثقافة على خطوته هذه بعد فشلها في استرداد ما دفعته له من قبل في أفلام تحولت إلى وسيلة لخدش تاريخ وقيم الجزائر. يذكر أن المخرج جون بيار ليدو، واجه، نهاية سنة 2007، قرارا بمنع عرض فيلمه الأخير الموسوم ''ما يبقى فالواد غير حجارو''، الذي غيّر، لاحقا، عنوانه إلى ''الجزائر، حكايات ليست للبوح''، المندرج ضمن ثلاثيته السينمائية الموسومة ''ثلاثية المنفى''، والذي يدرج فيه شهادات وآراء وانطباعات بعض المجاهدين، والشخصيات التاريخية، وكبار السن عاديين، عايشوا فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، وشهدوا حقبة التعايش السلمي الذي كانت تلف يوميات مختلف الطوائف الدينية، المتواجدة في البلاد، من مسيح ويهود ومسلمين. حينها بررت وزيرة الثقافة قرار المنع برفض المخرج نفسه الالتزام ببنود العقد التي منحته فقط 52 دقيقة وتجاوزها إلى 120 دقيقة، بينما كذب المخرج نفسه، الذي استفاد حينها من دعم ''محافظة الجزائر عاصمة الثقافة العربية''، أقاويل الوزير، وصرح أن العقد لم يحتو مثل هذا البند، والمنع صادر من رفض الجهات الرسمية الأفكار الواردة في الفيلم والتي تكشف عن نوستالجيا لفئة الأقدام السوداء.