انتقد الإعلامي الجزائري لخضر بريش بشدة الناخب الوطني وحيد خليلوزيتش، محملا إياه مسؤولية الخروج المبكر للمنتخب الجزائري من "كان 2013"، كما انتقد أيضا السياسة المنتهجة من قبل الاتحاد الجزائري لكرة القدم ووصفها بغير المجدية، خاصة من ناحية الاعتماد على المحترفين، كما لم يفوت مدير مكتب الجزيرة الرياضية بإسبانيا الفرصة للتأكيد على ضرورة عدم "استغباء" الشعب الجزائري بالحديث عن أهداف وفرص "مستقبلية" كانت لوقت قريب لا تمنح للمدرب المحلي، مضيفا بأنه فضل قول "الحقيقة" التي أملاها واقع المشاركة الجزائرية في "كان 2013" على لبس عباءة "المحامي" للدفاع عن خليلوزيتش والفاف كما فعل بعض الإعلاميين على حد تعبيره. *ما هو سبب خروج الخضر من الدور الأول في كأس إفريقيا؟ -ليس هناك سبب واحد، بل أسباب متعددة.. البداية بغياب التكوين على مستوى الأندية الجزائرية، يتحدثون عن الاحتراف، ولكن لحد الآن لا نملك ولا مركز تكوين واحد محترم على مستوى 48 ولاية بالكامل، ليس لدينا ملاعب تليق بسمعة الجزائر وتاريخها الكروي، فغياب العمل القاعدي انعكس سلبا على مستوى الكرة الجزائرية التي تسير من سيء لأسوأ.. نعتمد في المنتخب الوطني على المغتربين دون اللاعبين المحليين، هذا خطأ كبير، أنا شخصيا لا ألوم اللاعبين على مردودهم في كأس إفريقيا ولا يجب أن نحملهم أكثر من طاقتهم، أجواء الملاعب الإفريقية صعبة للغاية.. هم غير متعودين على ذلك تماما، خيرة اللاعبين الجزائريين وصانعي أمجاد الكرة الجزائرية من خريجي البطولة الوطنية، لكن في الوقت الراهن كل شيء تغير.. لقد دفنا الكرة الجزائرية وحطمنا البطولة المحلية، وها نحن الآن نجني ثمار اعتمادنا على المغتربين فقط. *نفهم من كلامك، أن السياسة المنتهجة من قبل مسؤولي كرة القدم في بلادنا سبب هذه النكسة إن صح القول؟ -بكل تأكيد.. يجب مراجعة الحسابات في أقرب الآجال وإعادة النظر في كل الأمور، من العيب والعار أن بلدا بحجم الجزائر وبعد 50 سنة من الاستقلال لا يملك ملعبا يستقبل فيه منافسينا، لنقف قليلا عند مهزلة ملعب 5 جويلية يوم 14 نوفمبر الماضي في لقاء البوسنة.. الحمد لله ان البرازيل لم تأت.. العالم كله ضحك علينا، لقاءات البطولة الجزائرية تجرى بملاعب شيدت في عهد الاستعمار.. هذا عار. *المدرب وحيد خاليلوزيتش غير معني بهذه المشاكل، ألا ترى أنه بريء من الإقصاء المبكر؟ -في بداية حديثي قلت أن هناك العديد من الأسباب، تحدثت عن المشاكل العميقة وهذا لا يعني أن خاليلوزيتش بريء بل بالعكس فهو السبب الرئيسي في هذا الإقصاء.. حقيقة، لم أفهم لحد الساعة كيف يقدم المسؤولون على كرتنا بجلب هذا المدرب الذي فشل مع منتخب كوت ديفوار الذي يضم نجوما كبار في نيل اللقب الإفريقي، حتى المدرب سعدان فاز عليه.. هذا المدرب نكرة، ولم يسبق له وأن درب أندية أوروبية كبيرة، بعد رحيل بن شيخة، تم الحديث عن مدرب كبير، وأن الجزائر تملك الأموال اللازمة لجلب أحسن مدرب في العالم، لماذا لم نجلب مثلا كابيلو واكتفينا بخاليلوزيتش.. كفانا تغليطا للرأي العام، والشعب الذي يعد الضحية في كل ما يحدث، خاليلوزيتش باع الوهم للجزائريين، كيف له أن يعتمد على حارس لم يلعب طيلة موسمين سوى 7 لقاءات على الأكثر مع ناديه، إنها فضيحة، ضف إلى ذلك فإنه أقدم على إبعاد كوادر المنتخب بطريقة غير لائقة، يتحدث عن غياب الخبرة وهو من تسبب في إبعاد أصحاب الخبرة، زياني كان قادرا على اللعب في جنوب افريقيا بسهولة كبيرة ومكانته لا نقاش فيها، في كل مرة يقدم على إقامة تربصات بسيدي موسى للمحليين، وفي الأخير لم يعتمد عليهم، كل شيء كان واضحا من البداية، فهذه التربصات لم تكن سوى مسرحية، حتى المدافع غلام لقد جاء إلى الجزائر واختار نداء القلب، لكنه همش، بكل صراحة سيسخر منه زملاؤه في سان ايتيان. *إذن أنت من المنادين بضرورة التغيير وإبعاد المدرب خاليلوزيتش؟ -أنا إعلامي فقط.. لست مسؤولا في الاتحادية حتى أتخذ قرارات وأطالب بإبعاد المدربين، ولكنني غيور على بلدي ووطني، وأقول الحقيقة لا أكثر ولا أقل. ليس لدي علاقة خاصة لا مع روراوة ولا مع أي شخص آخر على عكس بعض الإعلاميين الآخرين ووسائل الإعلام التي بدورها أحملها مسؤولية ما يحدث، إنهم يتسترون على الحقيقة، حتى أن بعض الإعلاميين أضحوا محامين خاصين لرئيس الاتحادية والمدرب. هذه كارثة حقيقية، أنا كل ما أطلبه هو ضرورة المحاسبة، لا يمكن أن نترك كل من ينهب أموال الجزائر ويهدر المال العام يمر مرور الكرام، في البلدان المتطورة يناقشون مثل هذه الأمور والفضائح في البرلمان، أما البرلمان الجزائري فلم يحل لا المشاكل السياسية ولا الرياضية، عليه بالتحرك، لست ضد أحد، لكن لا بد من المحاسبة. خاليلوزيتش ينال شهريا 65 ألف يورو بالإضافة إلى الفيلا، الطائرة والامتيازات الأخرى، راتبه يصل حتى 100000 يورو، لقد صرفت أموال طائلة على المنتخب، أسفار، طائرة خاصة لجنوب افريقيا و.. و.. وفي الأخير الخضر أول المغادرين من كأس افريقيا بعد لقاءين، وفي اللقاء الثالث امام كوت ديفوار يتحدث هذا المدرب عن شرف الجزائر، حتى أنه في إحدى ندواته الصحفية وصف الجزائريين ب"السذج". من يكون خاليلوزيتش حتى يتحدث عن الجزائريين بهذه الطريقة، إنه نكرة ومدرب فاشل ولا يعرف قيمة الجزائر وتاريخها الكروي. أموال طائلة صرفت. على البرلمان عدم السكوت عن ذلك، لو تعلق الأمر بمدرب محلي لنعتناه بشتى الأوصاف وتهجمنا على منزله، لكن مع المدرب الأجنبي تتغير العقلية. نجدد فيه الثقة رغم المهازل، حتى وصل الأمر بخاليلوزيتش للقول دعوني أفكر في مستقبلي! *لكن هناك من يرى أن المدرب المحلي لم يقدم شيئا لكرة القدم الجزائرية؟ -لدينا مدربين أكفاء ولاعبين قدامى في المستوى. لا يجب أن نكذب على أنفسنا، هل المنتخب الحالي أحسن من منتخب الثمانينات حين كان لاعبون أمثال ياحي وبن شيخ في الاحتياط! بكل تأكيد لا، هذا المنتخب لم يصل حتى المنتخب الذي كونه سعدان وتأهلنا به للمونديال، لماذا لا نمنح الفرصة للاعبين القدامى للعمل على مستوى الأندية ل5 و6 سنوات. أنظروا للمدرب بوعلام شارف وما يفعله في اتحاد الحراش، وهو الذي خرج من الباب الضيق من المنتخب الوطني.