كشف الدكتور إلياس مرابط، عن توفر معلومات في الأوساط الطبية مفادها أن هناك فيروسا جديدا للأنفلونزا، منتشا بين المصابين بالزكام، في الآونة الأخيرة، وأفاد أن المعلومات الأولية المتوفرة تشير إلى بقاء فيروس لم يتم عزله من قبل المخابر الطبية، خلال توفير لقاحات السنة الجارية، داعيا رئيس الجمهورية لإنقاذ المنظومة الصحية والإصلاحات بالقطاع. وأكد رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، أمس، في تصريح ل"الشروق"، أن هناك نوعا جديد الفيروس كان ناشطا، طيلة سنة 2012، مما يجعل اللقاح، الذي تم نهاية الخريف وبداية فصل الشتاء -ولا يتجاوز شهر ديسمبر- دون فعالية، لأن تحضيره على أساس جينات التي تم عزلها السنة الماضية، موضحا أن "تلك الجينات تتحول، وهو ما يبرر اللجوء في كل سنة لتجديد لقاح الأنفلونزا، فهذا العام هو نتاج عمل مخبري طيلة عام مضى، لأنه يتم عزل أنواع الفيروسات، على أساس نزع الخاصية السلبية للفيروس والتي تنتج المرض ويستعمل لقاح جديد ". وأوضح المتحدث "أن اللقاح السنوي يستهدف الذين لديهم أمراض مزمنة، ومن يفوق 60 سنة، والحوامل بداية من الثلاثي الثاني، لأنه ممنوع تلقيحهن في الثلاثي الأول، بحكم أن هناك خاصية تجعل الإنسان يجدد مناعته ويحصنها ويمتنها"، وأضاف "حينما نقدم اللقاح على أساس فيروس تم عزله، سنة 2012 للقيام بلقاح في سنة 2013، فيفترض أن يكون قد تم عزل الفيروس". وأفاد مرابط أن "لقاح 2012 و2013 ليس لديه فعالية، ولم يستعمل على أساس نزع الفيروسات، حسب المعلومات المتوفرة لحد الساعة، حسب ما يرفع في تقارير أولية من جهات معنية بالصحة العمومية في أوروبا، بأن هناك فصيلة جديدة ومعروفة بالتحول ومنتمية لفصيلة "ريترو فيروس"، أي فيروسات متغيرة في الجينات المتسببة لأعراض المرض، مما يجعل صعوبة التحكم في الوباء حينما ينتشر"، مؤكدا سرعة انتقال الفيروس من شخص لآخر عن طريق الهواء واللمس، وعلى مستوى المحيط العائلي، المدرسي، النقل، وعبر التجمعات في المسجد أو قاعة حفلات والعمل وغيرها، في ظل انعدام الثقافة الوقائية، مثل الواقي على الفم والمطهرات. من جهة ثانية، أكد إلياس مرابط مراسلة رئيس الجمهورية بشأن ضرورة إعطاء الأولوية للتخلي عن التبعية التي تضر بالمنظومة الصحية وتؤثر على الخزينة العمومية، حيث تأسف لتبعية الجزائر للمخابر الأجنبية 100 بالمائة، والتي تقوم بعزل الفيروسات وتحضر لقاحات للموسم الجديد، وتأسف المتحدث لتأخر الجزائر عن تقنية إنتاج الأمصال، حيث يتوفر بمعهد باستور ومعهد الصحة العمومية، على خلية للإشراف على الأنفلونزا للوقوف على الحالة الوبائية فقط، والإخطار وتحويل المرضى على مصالح مختصة. ومن جهة ثانية، لم يستبعد المتحدث فرضية تهويل العالم، خاصة فيما حصل مع انفلونزا الطيور والخنازير، موضحا "حيث ظهر تواطؤ على مستوى منظمة الصحة العالمية وحتى أخصائيين في محاربة الظاهرة الوبائية، لتزكية عمل مخابر وثبت علاقة مشبوهة للأطراف المستحوذة على سوق اللقاحات والأمصال وهو سوق وراءه أرباح طائلة"، مضيفا "كمهنيين نقف على وضعية حاصلة، لأن هناك حالات وبائية في الجزائر ورقعتها محددة، ولم تخرج عن المألوف ومسيطر عليها في انتظار نتائج البحث".