ارتفعت اليوم حصيلة القتلى الناجمة عن تداعيات أزمة الرهائن في الجزائر إلى 80 شخصا ، في الوقت الذي حذر فيه رئيس الوزراء البريطاني من "حرب طويلة على الإرهاب" في شمال أفريقيا في أعقاب واحدة من أسوأ أزمات الرهائن في الأعوام القليلة الماضية. وأفاد تقرير إخباري بأن القوات الخاصة التابعة للجيش الجزائري عثرت اليوم على حوالي 25 جثة تعود لرعايا غربيين وجزائريين وعسكريين في منشأة الغاز تيجنتورين ببلدة إن أميناس جنوب شرق الجزائر الذي هاجمته جماعة مسلحة فجر الأربعاء الماضي وكان وزير الاتصال الجزائري محنداوبلعيد سعيد صرح في وقت سابق اليوم الأحد انه يخشى أن تعثر القوات الخاصة التي لا تزال تمشط مصنع الغاز على جثث أخرى. وفي وقت لاحق اليوم، ألقت القوات الجزائرية الخاصة التي كانت تمشط المنطقة القبض على خمسة أشخاص يشتبه في أنهم من خاطفي الرهائن في منشأة الغاز، وفقا لما ذكرته محطة النهار التليفزيونية الجزائرية اليوم الأحد، وذلك بعد يوم من انتهاء الأزمة في منشأة الغاز النائية. وأفادت المحطة أن ثلاثة عناصر أخرى من الجماعة المسلحة يعتقد أنهم مسؤولون عن الحصار، تمكنوا من الفرار من القوات الجزائرية. في غضون ذلك، أعلن مختار بلمختار الملقب بخالد أبو العباس أمير كتيبة "الملثمون"، ومؤسس كتيبة "الموقعون بالدماء" عن تبنيه عملية الهجوم على منشأة الغاز واختطاف رهائن غربيين بمنطقة تيجنتورين ببلدة إن أميناس. وقال بلمختار، في تسجيل مصور بثه موقع "صحراء ميديا"الالكتروني الموريتاني، اليوم وعرف فيه نفسه لأول مرة بأنه من تنظيم القاعدة الأم، وذلك بعد أشهر من انشقاقه من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي "إننا في تنظيم القاعدة نعلن عن تبني هذه العملية الفدائية المباركة". وكان المتطرفون بدأوا هجومهم يوم الأربعاء باستخدام أسلحة آلية وراجمات صواريخ وبنادق وقذائف صاروخية وقذائف هاون وقنابل. وقالوا إنهم شنوا ذلك الهجوم بسبب العملية العسكرية التي نفذتها فرنسا على مالي ضد المسلحين الإسلاميين الذين يسيطرون على الشمال. وعبر بلمختار في التسجيل الذي كتب أنه سجل في 17يناير 2012، عن استعداده للتفاوض شريطة وقف العملية العسكرية في مالي، حيث قال "نحن على استعداد للتفاوض مع الدول الغربية والنظام الجزائري بشرط توقيف العدوان والقصف على الشعب المالي المسلم خصوصا إقليم أزواد واحترام خياره في تحكيم الشريعة الإسلامية على أرض أزواد". وأضاف بلمختار أن عملية الهجوم على مصنع تيجنتورين "قادها 40 مجاهدا من مهاجرين وأنصار من بلاد إسلامية شتى بل وحتى من بلاد الغرب باسم الموقعون بالدماء"، مؤكدا أنها تأتي انتقاما من النظام الجزائري "لسماحه لمستعمر الأمس باستعمال أرضنا وأجوائنا لقتل أهلنا وإخواننا في مالي". وعبر أمير الكتيبة عن استعداده للتفاوض شريطة وقف العملية العسكرية في مالي، حيث قال "نحن على استعداد للتفاوض مع الدول الغربية والنظام الجزائري بشرط توقيف العدوان والقصف على الشعب المالي المسلم خصوصا إقليم أزواد واحترام خياره في تحكيم الشريعة الإسلامية على أرض أزواد". وأضاف "أما بالنسبة للأمريكيين فنقول إننا على استعداد لمبادلة جميع رهائنكم عندنا مقابل إطلاق سراح الشيخ والعالم الصابر عمر عبد الرحمن وإرجاعه لأهله وذويه في مصر، ولو كان لدينا ألف منكم لفديناه بهم وفاء لعلمه وهجرته وجهاده وأختنا الصابرة عافية صديقي فرج الله كربتها". يأتي هذا فيما حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي قال إن ثلاثة بريطانيين قتلوا وأنه يخشى مقتل ثلاثة آخرين، من "رد عالمي من شأنه أن يستمر لأعوام بل وعقود". وقال كاميرون إن بريطانيا ستستخدم رئاستها لمجموعة الثماني للانطلاق ضد "الجماعات المتطرفة والإسلامية والمنتمية إلى القاعدة". كما حذر قائلا إنه "كما أننا نتعامل مع ذلك في باكستان وأفغانستان، يحتاج العالم إلى التكاتف للتعامل مع هذا التهديد في شمال أفريقيا". يأتي هذا فيما أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقت متأخر أمس السبت في بيان صدر عن البيت الأبيض "إن المسؤولية عن هذه المأساة تقع على عاتق الإرهابيين الذين نفذوها، والولاياتالمتحدة تدين أفعالهم بأقوى العبارات الممكنة". وأوضح أوباما إن الولاياتالمتحدة ستواصل العمل عن كثب مع جميع شركاء أمريكا لمكافحة آفة الإرهاب في المنطقة، والتي أودت بحياة الكثيرين من الأبرياء. وتابع "هذا الهجوم هو تذكير آخر بالتهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات المتطرفة العنيفة في شمال أفريقيا".