"الشروق": عبد الوهاب بوكروح يلتقي اليوم، رؤساء وزراء ليبيا والجزائروتونس، في لقاء قمّة بمدينة غدامس الليبية، للتباحث في قضايا تأمين الحدود ومكافحة التهريب ومواجهة التهديدات الإرهابية، وتمتين العلاقات البينية في إطار اتحاد المغرب العربي، والأمن في منطقة الساحل والصحراء، والوضع في شمال مالي الذي يخزن كميات مهولة من الأسلحة الليبية التي تم تهريبها إلى المنطقة، بعد قيام ما يعرف بالثوار الليبيين بفتح مخازن السلاح الليبي على مصراعيها لكل راغب في الاندماج في لعبة الإطاحة بالنظام الليبي السابق بقيادة معمر القذافي، قبل أن يشرع الجميع بمن فيهم شعوب دول الجوار في دفع المقابل الحقيقي، لتمكين الجماعات الإرهابية من السلاح. وكشفت مصالح الوزير الأول عبد المالك سلال، أن الأخير سيبحث والوزير الأول الليبي علي زيدان، مستضيف القمة الأوضاع الأمنية المتوترة على الحدود بين البلدان المغاربية الثلاثة، وخاصة تزايد التهديدات الإرهابية لدول المنطقة بعد اكتشاف مراكز لتدريب الإرهابيين على الأراضي التونسية في الفترة الأخيرة، وقبلها اكتشاف وصول كميات من السلاح الأوروبي كانت بحوزة الثوار الليبيين إلى العناصر الإرهابية داخل الجزائر. وجاء الاجتماع الثلاثي في أقصى الجنوب الليبي، في وقت تتعرّض فيه دول المنطقة وخاصة تونس وليبيا، إلى تهديدات حقيقية من جراء الانفلات الأمني واتساع دائرة تهريب السلاح والسلع وتسلّل الأفراد وتهريب المخدرات، واكتشاف بؤر لتدريب الجماعات المسلحة في غرب تونس ذات صلة بجماعات أخرى في ليبيا والجزائر، وقبل ذلك كله الجهود القوية التي تبذلها الجزائر في سبيل إبعاد التدخل العسكري الأمريكي الفرنسي في شمال مالي، بغطاء من مجلس الأمن بحجة محاربة الجماعات الإرهابية ووقف زحفها على مناطق الجنوب التي تسيطر عليها الحكومة المركزية في باماكو، والتي جدّدت طلبها للحكومة الفرنسية بالتدخل عسكريا لوقف زحف الإرهابيين نحو الجنوب. ويحضر القمة المغاربية المصغرة في غدامس، الواقعة في المثلّث الحدودي بين ليبيا وتونسوالجزائر، وزراء داخلية الدول الثلاث وكبار المسؤولين المكلّفين بالملفات الأمنية، ومسؤولين في قضايا تنمية المناطق الحدودية. وسبق اللقاء الثلاثي التزام الوزير الأول الليبي، بدعم جهود وزارتي الدفاع والداخلية في بلاده، الرامية إلى تأمين حدود بلاده مع الجوار المغاربي، فضلا عن العمل المكثّف لضبط الحدود وحركة الأسلحة والذخيرة وتهريب المخدرات، وخاصة في مناطق أقصى الجنوب المفتوحة على منطقة الساحل الإفريقي التي تعتبر ملاذاآمنا لتجّار السلاح والمخدرات والمهربين من الجزائر وليبيا وبلدان الساحل، التي تتقاطع مصالحها مع المجموعات الإرهابية المتمركزة في المنطقة. وبالإضافة إلى الزيارة التي قام بها وزير الداخلية دحو ولد قابلية، إلى تونس قبل أيام لتنسيق الجهود الأمنية وضبط الوضع على الحدود بين البلدين، بحث وزير الداخلية الليبي عاشور شوايل، ونظيره التونسي علي العريض، ملف الوضع الأمني على الحدود تحضيرا للقاء القمة اليوم السبت.