"الشروق": مصطفى صالحي/ لخضر رزاوي/ /ناصر/ محمد مسلم طيف هواري بومدين عاد هذه الأيام ليصول ويجول، وعادت رائحته أيضا لتريح بعض الأنوف والأذواق وتزكم أخرى، عاد بومدين مع تباشير ذكرى رحيله، ذات 27 ديسمبر 1978، في لحظة شاردة من تاريخ الجزائر، وعاد أيضا عبر تعابير الشباب، وحتى بين سطور الصحافة الفرنسية المتهاطلة خلال زيارة الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إلى الجزائر، واستحضرت مواقفه المعروفة من فرنسا، وهي تجتهد لطي صفحة الماضي، بما فيها قناعات الرجل، ذات الصلة. عاد طيف الرئيس الراحل، وكأنه توفي البارحة فقط، وعادت معه أسئلة كثيرة تحوم حول حياته، انجازاته، وفاته الغريبة، وأخرى حول سر تعلق الأجيال الجديدة وبطريقة أسطورية، فرغم أنها لم تعرفه ولم تعايشه، فإنها تكون قد وجدت فيه عين الصدق والإخلاص لقيم الثورة ولخدمة الشعب، وتحقيق عدالة اجتماعية حقيقية في اقتسام الثروة وغنائم الثورة، وفق الخيارات التي كانت مطروحة في تلك الفترة، سواء التي تأسست في الداخل الجزائري بعد ثورة عظيمة، أو المحيط الدولي، المنقسم بين عالم رأسمالي امبريالي وآخر شيوعي. كلما عادت ذكرى الرئيس الراحل، هواري بومدين، عادت أسئلة حائرة معلقة، تريد كشف حقيقة مرضه الغريب ووفاته المفاجئة، وقد طرحت المسألة بحدة هذه المرة عندما تقرر التحقيق الجيني في أسباب وفاة الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، بطلب من زوجته، بعدما تأكد تعرضه لتسميم مقصود، كما نُبشِت جثة الرئيس التركي السابق، تورغوت أُوزال، قبل أَيام، لكشف ملابساتِ وفاته في 1993، وقالت لجنة تحقيق إِنَّ سُماً وُضع في كأس عصيرٍ شربَه فقضى مقتولاً، غير أن أرملة الرئيس الراحل، أنيسة بومدين، رفضت اقتفاء أثر سها عرافات، وأوكلت الأمر إلى الله عز وجل، وتضرعت له بالرحمة وحسن المآب، شأنه شأن قضية اغتيال جمال عبد الناصر بسم مجرد شبهة إلى حد الآن. كل الساسة الذين رافقوا الرئيس، هوراي بومدين، لم يترددوا في التساؤل عن طبيعة المرض المفاجئ الذي أرقده الفراش وقتله، حيث فشل العلاج في وقف انهيار صحة الرئيس، البعض منهم راح يتهم النظام العراقي، وبالتحديد صدام حسين، وآخرون اتهموا المخابرات الفرنسية بالنظر إلى رفض بومدين تطبيع العلاقات مع باريس أو حتى زيارتها، ومنهم من اتهم المخابرات الإسرائيلية، لأن الرجل أصبح كبيرا وينظر إلى أبعد من حدود الجزائر، وخاصة بعد وقوفه على منصة الأممالمتحدة وطبيعة خطابه، في حين وجه البعض الآخر أصابع الاتهام إلى نظام المخزن في المغرب في عهد الحسن الثاني، وتبقى كلها مجرد فرضيات واتهامات، في نظر الرأي العام، وحتى أرملته، أنيسة بومدين، التي تحفظت عن الخوض في المسألة، وتجنبت الرد على أسئلتنا المطروحة، وعن الجهة المستفيدة، وما إذا كانت تعتزم فتح الملف وإجراء تحقيق طبي، مكتفية بتأكيد إصابته بأعراض جديدة خطيرة من آلام وشحوب، مغايرة لتلك التي كانت مرتبطة بإصابته بمرض في المثانة. ولعل أهم شهادة نسوّقها، ما قاله الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد في مذكراته، "...كنت ألاحظ الإرهاق على ملامحه وكان يعاني بعض الآلام، لكنه لم يكن يشتكي، كان يتحمّل الألم في صمت وشجاعة، وكان يقطب وجهه باستمرار، أرجعت سبب ذلك إلى إفراطه في العمل، ولم أدرك آنذاك أنه كان مريضا، كان يحدثني عن شجاعة الرئيس جورج بومبيدو ومعاناته من المرض... ومازلت أذكر عبارته حرفيا -إني أقدر صبر بومبيدو-. ولم أربط آنذاك بين ما كان يعانيه وبين حديثه عن مرض بومبيدو، واتضح فيما بعد أن الاثنين ماتا بنفس المرض، "واندستروم"" Wandenstrom "، وهو مرض خبيث ونادر"، كما سبق للرئيس الراحل الشاذلي في 2008 وأن شبه وفاة هواري بومدين بوفاة ياسر عرفات، في إشارة إلى أن وفاته لم تكن طبيعية. وبغض النظر عن الجهة المتورطة في هذا الإغتيال البطيء، أجمع كل من عرف بومدين على أن الوفاة لم تكن عادية، فهذا نايف حواتمة، أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في تصريح ل"العربية نت"، في 2006، يقول"أعرف أن الرئيس هواري بومدين مات مسموما بنفس طريقة موت عرفات"، دون أن يحدد الجهات المتورطة في عملية التسميم؟ الروايات السائدة حول أسباب مرضه القاتل، تتهم الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، بتدبير الأمر، على غرار اتهامه بتفجير طائرة وزير الخارجية، محمد الصديق بن يحيى، في 1982، حيث كان يعتقد النظام البعثي في العراق بأن الجزائر وقتئذ كانت تقف إلى جانب طهران. وتفيد الرواية بأن الرئيس الراحل، عرّج على بغداد لمدة أربع ساعات في طريق عودته من قمة الصمود والتصدي المنعقدة بدمشق، وتضيف أنه في مأدبة غداء دست له مادة "الليثيوم" السامة، التي تقضي على كل من استهلكها، وتعجل بوفاته. وذهب وزير الخارجية العراقية الأسبق، حامد الجبوري، في تصريح ل "شاهد على العصر" بقناة "الجزيرة" في 2008، إلى أن بومدين تعرض لتسمم بعد زيارته إلى بغداد، وقال إن الموت كان مصير كل من تناول هذا السم في العراق، وهو ذات الكلام الذي أكده السوري، اللواء مصطفى طلاس، في 1996. كما نقل عن الأستاذ حسن العلوي السفير العراقي في دمشق تأكيده بأن صدام اعترف بقتله ذات مرة. فرضية تورط المغرب في وفاة الرئيس هواري بومدين، مطروحة بحدة، خاصة وأنها نابعة عن مخاوف عبّر عنها بومدين نفسه، فضلا عن العلاقات المتوترة بين البلدين بسبب الصحراء الغربية وأطماع المغرب التوسعية على حساب الجزائر، وأبرز شهادة في هذا الشأن ما نقله الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي في مذكراته، حيث قال"تناقشت مع الرئيس وكاشفني بشأن اتصالات مع الحسن الثاني، ولقائه المرتقب ببروكسل في 20 سبتمبر 1978، وطلبت منه حينها تأجيل اللقاء"، ويضيف "بومدين تحدث عن أمر هزني، ولم أستطع استيعابه في حينه، قال لي العاهل إنه إذا لم نلتق هذه المرة يمكن ألا نلتقي أبدا، لماذا قال لي الملك هذا"، ليصل الإبراهيمي إلى ربط الأمر بوفاة بومدين، مشيرا إلى أن "مرض بومدين نادر، وأن سبب وفاته يبقى سرا، إلا بالنسبة لمن خطط له ونفذه". ورغم تحفظ الدكتور طالب الإبراهيمي عن الخوض في القضية، والجزم باتهام طرف معين، لم يستبعد فرضية تورط إسرائيل في وفاة بومدين. نفس الشهادة أوردها العقيد أحمد بن شريف، الذي اطلع على وصفة الطبيب المعالج للرئيس، حيث قال "كان الرئيس مريضا في جهازه البولي، الذي كان يتبوّل دما"، وأوضح أن الأطباء الروس لم يكونوا في المستوى، وأنه لو نقل إلى أوروبا كان أحسن وقد تنقذ حياته، وينتهي الرجل إلى القول "وفاة بومدين مثل وفاة عرفات تماما"، لكن بن شريف لم يتحدث عن الجهة المتورطة في الاغتيال. وتبقى الأسئلة حول وفاته معلقة إلى حين. العقيد شعباني، كريم بلقاسم، الانقلاب على بن بلة.. أسئلة تلاحق مسار بومدين طغى حضور اسم الرئيس الراحل هواري بومدين، على ذاكرة الجزائريين، كشخصية فذّة ومنقذة لهم من هموم الانحطاط السياسي والإداري، وعلى الرغم من بقائه رمزا في مخيِّلة عموم الجزائريين، إلا أنه وبعد مرور 34 سنة على وفاته يسجل التاريخ للرجل مآخذ وانتقادات على سنوات حكمه. ولعل من أهم المآخذ على الرئيس الراحل، استيلاء جيش الحدود بقيادته على السلطة على حساب الحكومة المؤقتة برئاسة بن يوسف بن خدة، الذي فضّل التنازل بدل الدخول في حرب أهلية، ليفرض جيش الحدود بقوة الدبابة أحمد بن بلة، رئيسا للجمهورية في صائفة 1962. ولكن وقوف العقيد بومدين إلى جانب بن بلة لم يدم طويلا، إذ سرعان ما انقلب عليه، رغم أنه كان يثق فيه ثقة عمياء، حيث قاد انقلابا عليه في 19 جوان 1965، تحت ذريعة إنقاذ ثورة التحرير وتصحيح المسار السياسي، وبسط سيطرته على كل مقاليد الحكم، وأصبحت بذلك كل السلطات في يد بومدين ومجلس الثورة. ويُحمِّل الكثير من الجزائريين بومدين، مسؤولية تمكينه الضباط الفارين من الجيش الفرنسي، رغم نفي الرئيس الشاذلي بن جديد للأمر، حيث منح لحوالي 200 ضباط مناصب ومسؤوليات في الجيش الوطني الشعبي، وكذا دوره في تصفية أصغر عقيد في تاريخ الجزائر، العقيد شعباني، لأنه عارض إدماج هؤلاء. ومن أكبر المآخذ على الرئيس الراحل إخماده لكل أصوات المعارضة، وحتى العلماء، وفتح الباب لصراعات لم تنته إلى اليوم ضد وطنيين، إسلاميين ويساريين، بل حتى أنه نفى شاعر الثورة مفدي زكريا، بعدما رفض الأخير طلبه بكتابة شعر يمجد فيه خيار الاشتراكية والثورة الزراعية، قبل أن يلجأ مفدي زكريا إلى تونس، كما كان له دور في نفي كل من آيت أحمد و محمد بوضياف، مع فرضه الإقامة الجبرية على العلامة البشير الإبراهيمي، والشاعر محمد العيد آل خليفة، وفي عهده أٌغتيل أحد الستة، المجاهد كريم بلقاسم، في ألمانيا عام 1973. وأعاب الكثير من الذين عايشوا بومدين عليه إهداره المال العام في مشاريع أثبتت فشلها فيما بعد، مثل الثورة الصناعية والثورة الزراعية، رغم أن البعض يرد عدم نجاحها إلى سوء تطبيقها، وفي عهده كذلك وصلت أسعار البترول إلى حدود عالية جدا وحقق أرقاما قياسية في ذلك الوقت، إلا أن الرجل مات في ذات ديسمبر 1978، ولم يترك دينارا واحد في حسابه البنكي. عندما كانت كلمة الجزائر مسموعة بين الأمم لم تشهد الدبلوماسية الجزائرية عصرا ذهبيا كذلك الذي عاشته في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، وعلى الرغم من محاولات ترميم جدارها المهشم في السنوات العشر الأخيرة، إلا أن هذه المحاولات لم تأت بجديد يمكن أن يعيد للدبلوماسية الجزائرية وجهها الناصع البياض. ويكون الرئيس بومدين قد استلهم وغرف من دبلوماسية الثورة الجزائرية التي صنعت الحدث العالمي في الخمسينيات وبداية الستينيات، واستطاع توظيفها بحكمة في إيجاد مكانة متميزة للجزائر، بين أنشط الدبلوماسيات في مشهد عالمي، طبعه صعود دول فتية بعثت مع بزوغ فجر حالم، انبلج من ظلام استعمار ظالم ومدمر. قوة الدبلوماسية يومها وسر نجاحها، يكمن في استنادها إلى مبدإ راسخ في القيم الإنسانية الخالدة، وهي نصرة المظلوم، من خلال تبنّي تطلعات شعوب الأمم المسلوبة الحرية، في الانعتاق من ظلام الظلم والاستبداد، الذي سلطته القوى الاستعمارية التقليدية، أو ما كان يفضل الرئيس الراحل تسميته ب"الامبريالية العالمية". لقد جعل بومدين من الجزائر القاعدة الخلفية لكل ثوار العالم، ومن ثم فلا غرابة عندما نسمع زعيما ثوريا يقول: "إذا كانت مكة قبلة للمسلمين، والفاتيكان قبلة للمسيحيين، فالجزائر هي قبلة الثوار في العالم"، ولعل في شهادة الزعيم الجنوب إفريقي، نيلسون مونديلا، الذي كان أحد نزلاء معسكرات التدريب في الجزائر، من أجل الإطاحة بنظام الأبرتايد، لؤلؤة ترصع صدر الدبلوماسية الجزائرية الصاعدة. ويتفق المؤرخون على أن الجزائر وإن كان ميل الدبلوماسية واضحا للدول الاشتراكية، أو ما كان يعرف ب"الكتلة الشرقية" قبل سقوط الاتحاد السوفياتي، إلا أن علاقاتها كانت متشعبة وممتدة لكل دول العالم، باستثناء دول بعينها، في مقدمتها فرنسا بسبب ماضيها الاستعماري الملطخ بدماء الجزائريين، ويكفي أنه لم يزرها رغم زيارة الرئيس الفرنسي السبق، فاليري جيسكار ديستان، للجزائر، وكذا المغرب التي تورّطت في انتهاك سيادة الوحدة الترابية للجزائر، بداية من 1963، وبالطبع، دولة الكيان الصهيوني، باعتباره مغتصب الحق الفلسطيني، بل وعمل بصدق من أجل شعاره المعروف "الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، وشحذه لهمم أعضاء الصمود والتصدي. ويمكن قياس ثقل الدبلوماسية في عهد بومدين بالنجاح الذي حققته القضية الصحراوية في المحافل الدولية من احترام وتقدير وتعاطف، بالرغم من حداثة عهدها، منطلقا من اعتمادها من قبل الأممالمتحدة كقضية تصفية استعمار منذ 1664، وتجلّى ذلك من خلال اعتراف 98 دولة ب"الجمهورية العربية الصحراوية" التي أعلنتها جبهة البوليساريو منتصف السبعينيات، وهو ما كان سببا مباشرا في انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية، ثم الاتحاد الإفريقي. كانت مواقف الجزائر الخارجية، تعبّر بصدق عن شهامة الرجل وبعده العربي والإنساني، وتجسّد خطاباته النارية والارتجالية التي كانت تستبد بأسماع الجزائريين، ولعل الجميع يتذكر كيف انتفض وهبّ لمساعدة الدول العربية في الحروب العربية الإسرائيلية في 1967، وفي 1973 بالرجال والمال والسلاح، وكيف رافع في قلب الأممالمتحدة باللغة العربية من أجل نظام دولي جديد، يرفض اختزال العالم في صراع الحرب الباردة بين قطبي العالم أنذاك، الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدةالأمريكية، ويعترف بحق "الصغار" في العيش في كنف الحرية والعدالة واحترام الآخر وهو ما ناضل من أجله من خلال كتلة عدم الانحياز. بومدين كان يدرس حافي القدمين وحوّل رؤيا رجل إلى واقع مازال جامع الأمير عبد القادر في قسنطينة، الأكبر على الإطلاق، وسيبقى الأجمل بهندسته ومرافقه العديدة، إلى أن يُبصر جامع الجزائر النور، وأنجز جامع الأمير عبد القادر بعد قصة بدأت برؤيا رآها الشيخ أحمد بن عبد الرحمان، أحد مؤسسي الجامع في بداية حكم بومدين، فراسل هواري بومدين عبر رسالة عادية، ولم يكن يظن أن الرئيس سيرد عليه. وقال الشيخ عبد الرحمان، الذي جاوز سنه التسعين ل"الشروق اليومي"، أنه كتب للرئيس بلغة فرنسية كلاما جاء فيه "هل ترضى سيدي الرئيس أن يصلي أبناء بن باديس في الأرصفة في غياب المساجد، وقد رأيت في المنام أننا نبني جامعا عملاقا"، ولم يكن يتصور أن الرسالة تتحول إلى حقيقة، ويباشر بومدين في تطبيقها بالرد بالقول "بل إننا قررنا أن نبني أكبر مسجد في الجزائر والمغرب العربي في عاصمة بن باديس"، ووضع فعلا حجر أساس الجامع الذي تطوّر إلى جامعة، رغم أن التسليم الحقيقي له لم يحدث إلا في عهد الشاذلي بن جديد. وعندما قرر والد الراحل هواري بوميدن، وقد تمكن ابنه محمد بوخروبة من حفظ القرآن، أن يرسله للدراسة في مدرسة الكتانية في قسنطينة، كان عمر الصغير محمد، قد بلغ 15 سنة، فوصل بومدين إلى قسنطينة، في الموسم الدراسي 47 /1948، حيث كانت مدرسة الكتانية تعجّ بعدد من الأساتذة. وأمضى بومدين أيام بؤس وعلم أيضا في قسنطينة، إلى أن قرر السفر إلى مصر مشيا على الأقدام في الفاتح من نوفمبر1951 من دون علم عائلته. ولأن الحفيد يميل إلى جده، فإن بومدين أعاد الكرّة ولكن إلى القاهرة، بعد أن نهل من مدرسة الكتانية معظم العلوم الدينية والدنيوية، وتعلّم الرياضيات والعلوم الطبيعية، وبقيت ذكرياته في هذا الجامع المدرسة في مخيلته إلى أن توفي، والدليل على ذلك أنه برغم جلوسه على كرسي الرئاسة في جوان 1965، إلا أنه ظل وفيا لمعلمه في هذا الجامع، إذ دعاه إلى قصره الرئاسي، وسافر الحاج الطيب إلى الرئيس، حيث تكفل الراحل محمد الشريف مساعدية رفقة بومدين باستقباله، قبل أن يعود مكرّما إلى قسنطينة، التي اشتغل بها مديرا لإكمالية الكتانية إلى غاية تقاعده.