قال إدريس لشكر، الكاتب الأول الجديد للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية،إن أولى الأولويات بالنسبة إليه، هي ترتيب البيت الداخلي للحزب، لمواجهة الاختلالات وتنظيم وسائل العمل وفق برنامج محدد تتفق عليه القيادة الجماعية المنبثقة من صناديق الاقتراع. وأضاف متحدثا في ندوة صحافية، صباح اليوم بمنتدى وكالة الأنباء المغربية بالرباط، أن الأولوية الثانية، التي سيشتغل عليه في ضوء مقررات المؤتمر الوطني الأخير للحزب في بوزنيقة، هي الدعوة إلى لم شمل اليسار، وتقوية وحدته، من أجل وضع حد لتشرذمه، وذلك بهدف " إعادة التوازن الذي اختل لفائدة قوى محافظة". وذكر لشكر أنه تلقى بعد فوزه بالكتابة الأولى، بالكثير من التهاني التي تلقاها، من العديد من ممثلي وزعماء التنظيمات السياسية والجمعوية والنقابية،ومن جميع أطياف المشهد السياسي،" يمينا ويسارا"،وضمنهم عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة. وعبر عن اعتزازه وفخره، باسم كل الاتحاديين والاتحاديات، بما ورد في برقية تهنئة العاهل المغربي له، " من إنصاف لرجال الحزب ونسائه ومساهمتهم في تطوير البلاد". وكشف لشكر أن الملك محمد السادس هاتفه البارحة، "وقال في حزبنا ما تسجله الذاكرة للتاريخ"،حسب تعبيره، وأشاد بالدور الذي يقوم به إلى جانب بقية الأحزاب السياسية الأخرى لخدمة الوطن. وأردف معلقا، "أن هذه التهاني تؤكد، أن الاتحاد الاشتراكي رقم حقيقي في المعادلة السياسية، والذين تحدثوا عن موته، كان عليهم أن يحضروا محطته الأخيرة، ليلمسوا " اننا بصدد انبعاث اتحاد جديد". وبخصوص عدم تهنئته من طرف أحد منافسيه، أحمد الزايدي، اكتفى بالقول " إن الغائب حجته معه، ولايمكن لي أن أجيب بدلا منه"، داعيا إلى توجيه السؤال إليه مباشرة،" لأنه هوالمؤهل للرد". وأشار الكاتب الأول الجديد للاتحاد الاشتراكي إلى أن المؤتمر تمكن من إنهاء أعماله بنسبة 95 في المائة،" وبقيت ورقة التصويت فيما يتعلق باللجنة الإدارية"،وهو الأمر الذي سيتم لاحقا بإشراك جميع المؤتمرين والمؤتمرات. وفي معرض رده على أحد الأسئلة، بخصوص مايروج من كلام عن عقد صفقة بينه وبين الحبيب المالكي، لإسناد رئاسة اللجنة الإدارية للأخير،أكد لشكر انه ضد استعمال "أساليب ماضوية عفا عنها الزمن"، وهو "غير مستعد" حسب قوله، أن يقود اتحادا تسوده الكولسة والاشتغال في الدهاليز. وبعد أن أبرز أنه لم تكن بينه وبين الحبيب المالكي أية مفاوضات، قال:" نحن لسنا مجتمع سوق حتى نتحدث بالمقابل عندما يتعلق الأمر بالمهام النضالية النبيلة". ووصف استقالة على بوعبيد، نجل المرحوم عبد الرحيم بوعبيد، بأنها " استمرار لشغب علي بوعبيد"، بعد أن قرأها في بعض المواقع الاليكترونية، مضيفا أن " الحزب مؤسسة، وليس حزب أشخاص، ولاشك أنه يعتبر استقالة بوعبيد كأنها لم تكن، وسنحرص على أن يظل بيننا كغيره من المناضلين"، ملمحا إلى أن الزمن تغير، ولم يعد فيه مكان للقداسة. وشدد لشكر على أن موقف الحزب من المعارضة، التي اختارها عن قناعة لن يتغير ، إلا من خلال صناديق الاقتراع،لأن " الظروف التي أملت علينا المعارضة، مازالت قائمة، ولم يستجد أي جديد يستدعي تغيير الموقف، ونحن حزب لايبدل مواقفه بتغيير الأشخاص". ولم يفت لشكر التطرق لقضية خالد عليوة، المدير السابق للقرض السياحي والعقاري، المعتقل حاليا في سجن عكاشة بالدار البيضاء، معتبرا اعتقاله بأنه " اعتقال تحكمي"، وبأنه من " ضحايا المبالغة في الاعتقال الاحتياطي"،ودعا إلى تصحيح هذا الوضع قضائيا، وليس سياسيا. وتعرض لشكر في اجوبته لما تواتر من أحاديث عن صعود الشعبوية، فقال إن الشعبوية انطلقت مع الحكومة الجديدة، نافيا عن نفسه هذه الصفة، مشيرا إلى أن الحديث عن قادة شعبويين يراد من ورائه التمويه عن الشعبوية الحقيقية لدى هذه الحكومة. ورحب لشكر بالنداء الذي وجهه له الأمين لحزب الاستقلال، حميد شباط ،قصد "وضع اليد في اليد" ، منوها بالمكانة التاريخية والرائدة لحزب الميزان، غير أنه تساءل :" على أي أساس سوف نضع اليد في اليد؟ هو في الحكومة، ونحن في المعارضة". وأبدى الأمين العام الجديد للاتحاد الاشتراكي استعداده للتصريح بممتلكاته، مذكرا بأنه تقدم بها أربع مرات،لدى المجلس الأعلى للحسابات، وذلك خلال كل ولاية نيابية له، وكذا أثناء استوزاره. ودعا إلى" مراجعة جذرية لطريقة تدبير مالية الحزب، التي تحتاج إلى تحديث،" وقال إنه لابد من إدارة مسؤولة عن مالية الاتحاد الاشتراكي تكون خاضعة للمحاسبة، وفق القوانين الجاري بها العمل، في العديد من الدول العريقة في الديمقراطية. *تعليق الصورة: ادريس لشكر، في منتدى وكالة الأنباء المغربية بالرباط.