احتفت الشاعرة والفنانة المغربية وداد بنموسى، أجمل احتفاء برفاق دربها، من المبدعين والشعراء، وذلك من خلال تخصيص معرضها الفني لعطاءاتهم وإبداعاتهم. وهذا ماتعبر عنه الكلمة التالية، التي توصل بها موقع "مغارب كم" من طرف الكاتب مصطفى الغتيري: في بهو أحد فنادق الدار البيضاء ، المتواجد في مركز المدينة، و تحديدا في تقاطع شارعين محوريين في الدارالبيضاء شارع الحسن الثاني و شارع الزرقطوني ، اجتمع أمس الخميس 8 نونبر 2012 لفيف من الأدباء و الصحفيين المغاربة والأجانب احتفاء بالعرض الجميل الذي جادت به علينا الشاعرة وداد بنموسى ، مازجة في سمفونية بديعة ما بين الشعر و التصوير ، فأنتجت لوحات بديعة تتغنى بالحياة في بعدها العميق ، هنا تحتفي الصورة بالأصالة في تفاصيلها الباذخة ، مدينة الشاون حاضرة بقوة ،تطل على الزائر من خلال أبوابها و نوافذها و أزقتها ،و ناسها رجالا و نساء، بأزيائهم التقليدية المائزة و جزء من طبيعتها الخلابة. لقد اختارت الفنانة - في التفاتة جميلة و معبرة-أن تعنون كل لوحة من لوحاتها بعنوان ديوان شعري لأحد الشعراء المغاربة ، فتجاورت الأجيال الشعرية و الحساسيات المختلفة ، هنا نجد عبد الكريم الطبال مجاورا لوفاء العمراني ، وترى عبدالدين حمروش يحتل مكانا بارزا بالقرب من شاعرة فاس الصوفية أمينة المريني ، و لا يمكن لإدريس الملياني إلا أن يطل بمحياه الجميل ، ملاصقا لسعيد كوبريت وصلاح بوسريف و حسن نجمي و زهرة المنصوري ، في هذا العرس الإبداعي الجميل تأبي وداد إلا أن تحتفي بالذاكرة الشعرية ،فتستحضر أسماء ، حركت مشاعرنا ذات لحظة شعرية موغلة في الزمن بجميل القول و سيده ، وخلفت في الذاكرة الفردية والجماعية ذكرا حسنا ، يبرز اسم الشاعر أحمد بركات جنبا إلى جنب مع عبد الله زريقة في نوع من الوفاء الأثير ، يتوسطهم عبداللطيف اللعبي مذكرا إيانا بموجة الالتزام التي تألق عطاؤها في فترة من فترات تاريخ المغرب الشعري ، و تسلبك الصور التي استقرت في أعماق الإطارات البديعة ، فيطل عليك من تلافيف المشاهد المنتقاة ياسين عدنان متأبطا أحد دواوينه يسوقه السفر و الحنين سوقا نحو شاعر آخر تأبى الغربة إلا أن تحضنه في أكنافها إنه الشاعر سعد سرحان ، و لا تقف الشاعرة عند القصيدة الفصيحة فنجد للعامية مواطئ قدم في المعرض ممثلة بالشاعر المتألق أحد المسيح و آخرين .. تغدغك المشاعر ، تحملك على ذبذباتها و تسيح بك في دروب الجمال، متساوقة مع المعاني الباذخة ،التي تنهمر مدرارا في يوم مطير ، يجود بمائه على مرمى بصر من قاعة العرض ، تهيم في ملكوت الإبداع مرتشفا قطرات الجمال ، فتلمح في طريقك الشاعر عبد الكريم الطبال ، تحييه ثم تمضي ، و تستوقفك للحظات الشاعرة أمل الأخضر ، تلقي التحية و تسير الهويني ، يكبل خطواتك هذا السحر المتضوع من جنبات المكان، تلقي السلام على يحيى عمارة حييا ، غير بعيد عن فاطمة الزهراء بنيس.. تفاجئك آلة تصوير بضوئها النرجسي ، يجتذبك نحوه إلى حين ،ثم ما تلبث أن تخوض في خضم هذا العطاء المتفاني الذي يرج حوسك رجا ، و يخلخلها، كلما انشغلت بصورة و تسمرت أمامها أكثر مما ينبغي، تذكرت أنك في حضرة شعراء يستوجبون الزيارة ، تستميلك الشاعرة إكرام عبدي ، تراه تتطلع إلى الأفق البعيد هناك حيث كانت شاعرة أخرى تحتضن خجلى لوحتها، إنها الشاعرة ثريا مجدولين ، محادية للشاعر محمد الخمار الكنوني ، تستمر في طريقك تتأمل الجدران البيضاء الحائل لونها، التي أبدعت الشاعرة الفنانة في التقاطها ، غير متغافلة عن مهرجان الألوان ،الذي يشكل فسيفساء مدن الشمال عموما و مدينة الشاون خصوصا ، الزرقة هنا لها معني الامتداد و الأمل و اللامتناهي ، تدل حينا على البحر، ذلك المدى الأزرق الغاوي ، و حينا آخرعلى الامتداد السماوي بكل معانيه الواقعية و الميتافيزقية ، التي لا شك تغترف منها الشاعرة مواضيعها شعرا و تصويرا. شكرا لك وداد لقد خلخلت بحق حواسنا، و علمتنا بكثير من التواضع أن الأدباء ما زالوا قادرين على حب بعضهم البعض ، و الاحتفاء بإبداعات زملائهم بأجمل الطرق الممكنة و أبهاها. تعليق الصورة: من لوحات الشاعرة والفنانة وداد بنموسى. وداد بنموسى وسط ثلة من المبدعين