تواترت، أمس، أنباء مستقاة من "مصادر ليبية"، بشأن مغادرة عائلة الزعيم الليبي السابق، معمر القذافي، للجزائر، غير أن الناطق الرسمي باسم الخارجية الليبية، سعد سلماني، نفى في اتصال مع "الشروق"، علم السلطات الليبية بهذا الخبر، مؤكدا: "لم تصلنا لحد الساعة أي معلومات رسمية في هذا الموضوع"، مضيفا "أن الأمر مجرد تسريبات إعلامية لا نوليها أي اهتمام". وفي اتصال ل "الشروق" مع الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، لتأكيد أو نفي المعلومة التي تناقلتها أمس على نطاق واسع العديد من المواقع الإخبارية ووكالات الأنباء، اكتفى بالقول: "لا تعليق" في الموضوع. من جهته، قال مسؤول في السفارة الليبية بالجزائر، في اتصال مع "الشروق"، "استقينا المعلومات من وسائل الإعلام ونحن نتحرى في الموضوع"، كما حاولت "الشروق" تأكيد المعلومة أو نفيها، من طرف مسؤولين حاليين وسابقين في ليبيا، لكن دون جدوى. والتقى كل من جمعة القماطي، رئيس حزب التغيير، وفتحي الورفلي، رئيس اللجنة الليبية للتحقيق والعدالة، وناصر المانع، الناطق باسم الحكومة الانتقالية في ليبيا سابقا، عند نفي علمهم بالخبر المتداول إعلاميا حول احتمال مغادرة عائلة القذافي للتراب الجزائري خلال الساعات الماضية. ونقلت مصادر إعلامية، أمس، خبرا منسوبا إلى ما سمي "مسؤول ليبي رفيع"، قال إن عائلة القذافي المتواجدة في الجزائر منذ أكثر من سنة، "تكون قد غادرت البلاد ما عدا زوجته صفية فركاش"، مضيفا: "أن أفراد العائلة توجهوا إلى دولة أخرى" رفض الإفصاح عنها في الوقت الراهن. وحسب ما تناقلته مصادر إعلامية أجنبية، فإن المسؤول الليبي، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، قال إن معظم أفراد عائلة القذافي، التي تضم ابنه الأكبر محمد من زوجته الأولى وحنبعل وابنته عائشة، غادروا الجزائر، مشيرا إلى أن "السلطات الجزائرية أبلغت مساء الثلاثاء نظيرتها الليبية بهذه المعلومات"! وحسب ذات الاسنادات الإعلامية، فإن المسؤول ذاته قال بأن السلطات الليبية "وافقت، على ما يبدو، على عودة صفية فركاش إلى مسقط رأسها في مدينة البيضاء الليبية"، مؤكدا أنه "لا توجد أي عوائق أمنية تمنع عودتها، نظرا لأنها لم تنخرط في أي نشاط سياسي، ولم تتورط في جرائم الحرب التي ارتكبها النظام السابق ضد الشعب الليبي". وكانت الجزائر قد رفضت في العديد من المناسبات مطالب متكررة من المجلس الانتقالي الليبي، سابقا، بتسليم عائلة القذافي، على اعتبار أن الجزائر، استقبلت هؤلاء "لدواع إنسانية"، وأنهم غير مطلوبين من طرف محكمة العدل الدولية، وطالبت بعد ذلك، عائشة القذافي بالتزام الصمت، بعد خروجها مرات متتالية عن "واجب التحفظ" في تصريحات هاتفية عبر قناة "الرأي" لصاحبها مشعان الجبوري، التي كانت تبث من التراب السوري، قبل أن تغلقها السلطات السورية بطلب من العراق. وجاء حديث ما سمّي بالمسؤول الليبي لجريدة "الشرق الأوسط" في عددها الصادر أمس، بعد أيام قليلة فقط، عن مطالبة الوزير الأول الليبي، علي زيدان، بتسليم عائلة القذافي المتواجدة في الجزائر منذ أوت 2011، في وقت كانت معلومات متطابقة، نقلت أن دولتين وهما جنوب إفريقيا وفنزويلا، رفضتا استقبال عائلة القذافي فيما تكون عائشة قد رفضت التوجه إلى السودان.