أكد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان٬ إدريس اليزمي٬ أمس الخميس بالرباط٬ أن "الحكم بالإعدام يتعارض مع حرية وكرامة الإنسان"، وذلك في كلمة خلال المؤتمر الإقليمي حول عقوبة الإعدام الذي انطلقت أشغاله أمس. وأشار اليزمي٬ إلى "الأثر غير الرجعي لعقوبة الإعدام٬ بالإضافة إلى احتمال تبرئة الأشخاص المحكوم عليه بهذه العقوبة تحت نظام معين٬ إثر تغيير الحكومات"، وفق وكالة الأنباء المغربية. وأضاف أن "نسبية اليقين الإنساني والأحكام الاعتباطية تلقي بظلالها على كافة الأحكام القضائية٬ علاوة على أن الإعدام يخلق وضعا لا يمكن تعديله أو تصحيحه٬ فمن غير الممكن تعويض الأشخاص الذين تنفذ في حقهم هذه العقوبة عن ضياع أرواحهم". واعتبر أن "الأثر غير الرجعي لعقوبة الإعدام يضرب الفكرة التي تقول بقابلية إعادة تأهيل وإدماج المجرمين في المجتمع٬ وعليه تصير عقوبة الإعدام على طرف النقيض من الحرية والكرامة الإنسانية". وأوضح أن "اللجوء إلى هذه العقوبة يبقى اعتباطيا وغير منصف على الرغم من وجود ضمانات قضائية مفصلة في هذا الشأن". من جانبه٬ أكد مدير عام جمعية (جميعا ضد عقوبة الإعدام) الفرنسية٬ رافاييل شونيل هازان٬ أن هدف هذا المؤتمر هو "دفع مجموع دول العالم إلى اتخاذ إجراءات تهدف إلى إلغاء عقوبة الإعدام"٬ مضيفا أن "اتخاذ مثل هذه الإجراءات يعد تقدما في اتجاه التمتع بالحق في الحياة" وأوضح٬ من جهة أخرى٬ أن "اختيار المغرب لتنظيم هذا المؤتمر لم يكن اعتباطيا"٬ مبرزا أن "المملكة توجد في ملتقى كل الثقافات٬ وأن وحدتها تتأسس لاسيما من التحام مكوناتها العربية الإسلامية الأمازيغية٬ كما أنها تعد نقطة التقاء بين العالم الإسلامي وإفريقيا وأوروبا". وأضاف شونيل هازان٬ الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الإتلاف العالمي ضد عقوبة الإعدام٬ أن "المملكة تعد أفضل مكان لتمرير القيم الكونية". ويستهدف مؤتمر الرباط مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والساحل والصحراء ذات الأغلبية المسلمة٬ وسيشرك البلدان الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا٬ كما سيمتد ليشمل بلدان منطقة الساحل التي تعلق تنفيذ عقوبة الإعدام٬ والمتاخمة للعالم العربي وتجمعها معه صفات مشتركة. وأشار شونيل هازان إلى أن "الفاعلين المجتمعين في المؤتمر سيشتغلون على مدى تلؤءم تعاليم الإسلام مع الدعوة إلى إلغاء عقوبة الإعدام". ويشكل هذا المؤتمر٬ الذي تنظمه جمعية (جميعا ضد عقوبة الإعدام) الفرنسية٬ محطة أساسية ضمن التحضيرات لعقد المؤتمر العالمي الخامس حول إلغاء هذه العقوبة المنتظر عقده في يونيو 2013 بمدريد. وحسب المنظمين فإن هذا المؤتمر يروم صياغة إستراتيجية متشاور بشأنها بعد تحليل دقيق للعوائق التي تحول دون تحقيق تقدم في مجال إلغاء عقوبة الإعدام في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط٬ وتطوير حجج سياسية وقانونية واجتماعية ودينية مؤيدة لإلغاء هذه العقوبة. كما يسعى المنظمون إلى فك العزلة عن النشطاء المحليين المناصرين لإلغاء عقوبة الإعدام من خلال تنمية التشبيك في ما بينهم وتقوية الروابط بين فعاليات المجتمع المدني والمنظمات الإقليمية من أجل التحفيز على إنشاء آليات إقليمية وتعزيز الالتزامات السياسية في المنطقة لفائدة إلغاء هذه العقوبة. ويعتبر المنظمون أن هذا المؤتمر الإقليمي٬ الذي يشارك فيه حوالي 400 شخص من محامين وقضاة وبرلمانيين وعلماء اجتماع وفعاليات مدنية وحقوقية من 11 بلدا٬ سيضمن مكانة مهمة لممثلي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المؤتمر العالمي الخامس الذي سينظم في مدريد. *تعليق الصورة: رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان٬ إدريس اليزمي (يسار الصورة).