توقعت مصادر رسمية إسبانية، أن يمر اجتماع اللجنة العليا المشتركة بينها وبين المغرب، في أجواء هادئة بعدما تحدد يوم الأربعاء المقبل موعدا رسميا للاجتماع بالرباط. وقالت ذات المصادر إن رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، سيحل بالعاصمة المغربية، مرفوقا بوفد حكومي هام يتكون من سبعة وزراء، بينهم المكلفون بحقائب الداخلية والخارجية والتجارة والصناعة والأشغال العامة والفالحة، إضافة إلى وفد من رجال الأعمال والمال الذين سيعقدون ندوة مع نظرائهم المغاربة، يفتتحها رئيسا حكومتي البلدين: عبد الإله بنكيران وراخوي، كما سيدعى المشاركون فيها إلى مأدبة الغذاء التي يقيمها، بنكيران، على شرف نظيره الإسباني. وتضيف المصادر الإسبانية أن العاهل المغربي الملك محمد السادس، سيخص رئيس وزراء الإسباني باستقبال، مثلما فعل في شهر يناير الماضي، لم يحدد وقته بعد دون استبعاد أن يتم في نهاية صباح الأربعاء، يدل على حرص الطرفين على إنجاح اللقاء الذي تأخر عن موعده المعتاد بحوالي أربع سنوات، بالنظر إلى ما شاب البلدين من أزمات وتوترات في السنوات الأخيرة. وتنظر إسبانيا، بتفاؤل إلى علاقاتها مع الجار الجنوبي، خاصة في ظل الأزمة المالية التي تعصف بها والتي لا يلوح في الأفق القريب مخرج لها ومنها ولذلك تحضر إلى المغرب بهذه القوة والكثافة في جدول الأعمال، حيث سيمضي الوفد الإسباني الزائر يوما كاملا وبعض الليل في المغرب. وفي هذا السياق سجل الملاحظون نموا بنسبة 20 في المائة في الصادرات الإسبانية نحو المغرب في النصف اللأول من العام الجاري ، ما يجعله محتلا الرتبة الثانية في معاملات مدريد التجارية مع الخارج. إلى ذلك، ذكرت المصادر أن جدول أعمال المباحثات سيشمل المواضيع التقليدية التي تتكرر عند كل لقاء وهي الهجرة السرية ومحاربة الإرهاب والمتاجرة في المخدرات وكذا الجريمة المنظمة وهذه لا يوجد خلاف بين الطرفين بخصوصها ولذلك سيق التركيز بالأساس على المواضيع الاقتصادية التي سيقدم رجال الأعمال بشأنها تصوراتهم وعروضهم لتتبناها حكومتا البلدين. وأوضحت ذات المصادر أنه سيتم توقيع اتفاق تربوي بين البلدين يجري بموجبه تبادل الأساتذة ، كما اتفق الجانبان على إعفاء الموظفين المغاربة الحاملين لجواز سفر "المصلحة" ذي اللون البني الصادر عن وزارة الخارجية ، من تأشيرة السفر إلى إسبانيا والتي تممنهم من التنقل في مجموعة دول "شينغين". وبرأي متابعين للقمة فإن الجانب المغربي لن يثير بشكل صريح مطالبه التاريخية باستعادة مدينتي سبتة ومليلية وبعض الجزر في البحر البيض المتوسط بشما البلاد . ويستدل المراقبون على التصريحات التي سبق أن أدلى بها في إسبانيا في وقت سابق محمد الشيخ بيد الله رئيس مجلس المستشارين حيث قال إن بلاده تنتظر أياما مناسبة وملائمة يتم فيها طرح موضوع المستعمرات الإسبانية في المغرب مع حكومة مدريد. يذكر أن مجموعة ناشطين يطلقون على أنفسهم هيئة تحرير سبتة ومليلية، هددوا بعرقلة الدخول والخروج من المدينتين المحتلتين بالاعتصام يوم الأربعاء المقبل عند مداخلهما، تزامنا مع وجود رئيس الوزراء الإسباني في الرباط، لكن لا توجد دلائل على أن الناشطين المغاربة سينفذون تهديدهم.