قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إنه ينبغي تحديد المسؤولين عن عملية قتل أفراد جماعة الدعوة والتبليغ الستة عشر وتقديم المجرمين إلى محاكمة عادلة٬ مؤكدا أنه لا يمكن تحميل الماليين مسؤولية ما وقع بفعل الظروف التي يمرون بها. واعتبر الرئيس ولد عبد العزيز٬ في تصريح صحفي اليوم الأربعاء بمطار نواكشوط الدولي٬ لدى استقباله جثامين تسعة من أعضاء جماعة الدعوة والتبليغ٬ حيث قدم تعازيه إلى الشعبين الموريتاني والمالي لأن من بين القتلى مواطنون ماليون٬ راحوا ضحية هذه الجريمة البشعة التي قامت بها وحدة من القوات المالية الأحد الماضي على مقربة من حدود البلدين٬ أن "ظروف مالي الخاصة به سياسيا وأمنيا هي التي أنتجت هذه الجريمة البشعة"، وفق وكالة الأنباء المغربية. وجدد الرئيس الموريتاني التأكيد على أن علاقات موريتانيا مع مالي "طيبة وحسنة ولا نريد أن نحمل الماليين ما ليس بوسعهم تحمله في هذه الظروف الخاصة لأنهم يواجهون الكثير"٬ مطالبا السلطات المالية بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في هذه الجريمة٬ "يشارك فيها محققون موريتانيون لاستجلاء الحقيقة والتأكد من شفافية ونزاهة التحقيق٬ والتوصل بنتائجه٬ تمهيدا لتقديم الجناة إلى محاكمة عادلة". وخلص الرئيس الموريتاني إلى أنه بالنظر إلى الأوضاع التي تعيشها مالي وهشاشة الأمن فيها فإن اقتراف مثل هذه الجريمة البشعة "التي راح ضحيتها ستة عشر شخصا مسالمين وغير إرهابيين يقومون بحمل رسالة أخوة وسلام واعتدال ( ....) ليست أمرا غريبا في ظروف كهذه". وقد وصلت صباح اليوم الأربعاء إلى مطار نواكشوط الدولي طائرة تحمل جثامين الدعاة الموريتانيين الذين قتلوا على يد وحدة من الأمن المالية الأحد الماضي بقرية جابالي المالية٬ قرب الحدود مع موريتانيا. وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز على رأس مستقبلي الجثامين٬ رفقة أعضاء من الحكومة ووفد من جماعة الدعوة والتبليغ٬ إضافة إلى وفد من أهالي الضحايا٬ فيما كانت جموع المواطنين الغاضبين الذين تجمهروا عند بوابة المطار٬ تردد شعارات مطالبة بالقصاص وطرد السفير المالي من نواكشوط. ومن المنتظر أن تنقل الجثث إلى المستشفى الوطني حيث ستخضع للتشريح من أجل معرفة سبب الوفاة٬ وذلك قبل أن تحمل إلى جامع التوبة حيث ستقام صلاة الجنازة لتوارى الثرى بعد ذلك. *تعليق الصورة: الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لدى استقباله لجثامين الدعاة الموريتانيين بمطار نواكشوط.