الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار أرغمت الأزمة المالية التي تجتازها إسبانيا، حكومة مدريد، على تقليص تمثيلها في الخارج اقتصادا للنفقات. وذكرت وكالة "اروبا بريس" الإسبانية نقلا عن مصادر دبلوماسية في وزارة الخارجية، أن الإجراء يشمل كذلك قنصلية إسبانيا في مدينة "العرائش" بشمال المغرب التي ظل الحضور القنصلي بها بشكل رمزي، لأسباب تاريخية على اعتبار أنها أحد الموانئ المغربية التي احتلها الجار الإسباني بداية القرن السابع عشر، بعد معارك كر وفرمع المجاهدين المغاربة. وظلت المدينة تحت سيطرة الغزاة من عام 1610 إلى 1689، ثم عادوا إليها عام 1911 تمهيدا للاحتلال الإسباني الفرنسي الذي فرض بشكل رسمي على المغرب بشطريه الشمالي والجنوبي عام 1912. وعرفت "العرائش" على إثراستقرار الإدارة الاستعمارية، ازدهارا اقتصاديا واجتماعيا ملحوظا فقد استوطنتها إضافة إلى الإسبان جاليات يهودية مغربية، وصارت المدينة إحدى أجمل المراكز الحضرية في شمال البلاد. ويقول المصدر الإعلامي الإسباني ، إن وزارة الخارجية في مدريد، درست منذ تعيين الوزير الحالي "مارغايو" الملف من كافة الأوجه واستمعت إلى وجهات النظر المؤيدة والمعارضة، لينتهي القرار بضرورة إغلاق السفارتين الإسبانيتين في كل من صنعاء باليمن و"هراري" عاصمة دولة "زيمبابوي، حيث سيمكن الاستغناء عن هذه الأخيرة مثلا من توفير حوالي مليون يورو للخزينة الوطنية، علما أن الجالية الإسبانية المقيمة هناك لا تتعدى الثمانين نفرا في حين هي دون ذلك في اليمن (73) ويعود التمثيل الدبلوماسي بها على مستوى سفير إلى عقد الثمانينيات من القرن الماضي، بينما فتحت سفارة اليمن عام 2006. واستندت الخارجية الإسبانية في الإبقاء على التمثيل في الخارج من عدمه، إلى معيار أهمية الدولة الأجنبية المهمة اقتصاديا حيث توجد استثمارات وشركات إسبانية وجالية مهمة، كعوامل مساعدة على إنعاش اقتصاد البلاد. واتضح أن استمرار الحضور في مناطق يعني التضحية بأخرى. ولجأت الخارجية الإسبانية إلى وسيلتين لضمان رعاية مصالحها التجارية وخدمة مواطنيها حيث استعانت بتمثيليات الاتحاد ألأوروبي لتوفير الخدمات الضرورية في مقابل العمل المماثل الذي تقوم به سفاراتها في الدول التي لا يوجد بها تمثيل للاتحاد الأوروبي. ويدل تقليص الوجود الدبلوماسي الإسباني في الخارج على عمق الأزمة المالية التي تعصف بالبلاد خاصة وأنها اضطرت الإسبان لمغادرة نقطتين ساخنتين في كل من منطقة الخليج العربي وأفريقيا حيث يهيمن عدم الاستقرار السياسي والأمني لكن في ظل مؤشرات إيجابية واعدة بانتعاش اقتصادي إذا ما توفرت ظروف الاستقرار في المنطقتين. *تعليق الصورة: قنصلية إسبانيا في مدينة "العرائش"