الرباط "مغارب كم ": محمد بوخزار ذكرت مصادر متطابقة اليوم الأحد، أن وزارة الخارجية الإسبانية، أجرت في المدة الأخيرة اتصالات مع المتمردين "الطوارق" الذين تمكنوا من السيطرة على شمال "مالي" وإعلان دول خاصة بهم من جانب واحد، دون توضيح الكيفية التي تم بها مد الجسور بين الطرفين. وأوضحت ذات المصادر أن الخارجية الإسبانية اضطرت إلى الاتصال بأطراف في تنظيم "حركة تحرير أزواد" اعتبارا للصلات التي تربط الحركة بالجهة المسؤولة عن خطف الرهينتين الإسبانيين من مخيمات "تندوف" جنوب غرب الجزائر، قبل حوالي ستة أشهر، في غفلة من الحراسة المشددة التي تفرضها جبهة البوليساريو على المخيمات حيث كان المختطفان يعملان ضمن تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين الصحراويين الخاضعين لسيطرة الجبهة التي تدعو إلى انفصال الصحراء عن المغرب. وطبقا لذات المصدر الإسبانية فإن"الطوارق" يرتبطون بعلاقات مع كل من "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" والفصيل الذي انشق عنه والذي يطلق على نفسه اسم "حركة الجهاد والتوحيد في إفريقيا الغربية" وهي الجهة التي تبنت عملية اختطاف الرهائن الثلاث من"تندوف" والتي جرت ليلة 23 أكتوبر وضمنهم رهينة إيطالية. وبررت المصادر اتصال الخارجية الإسبانية بالمتمردين الطوارق، كون هؤلاء أصبحوا قوة وتمكنوا من الاستيلاء على شمال "مالي" يعد حدوث انقلاب عسكري بها أدى إلى الإطاحة بالنظام المدني الذي رأسه" توماني تيوري" مضيفة أن الاتصال لا يعني الاعتراف الدبلوماسي بالجهة التي أعلنت تأسيس جمهورية "أزواد" التي تسيطر الآن على أرضي مساحتها أكبر من إسبانيا مرتين، مؤكدة (المصادر) أن مدريد تساند وحدة الأراضي المالية لكنها لا ترى مانعا إنسانيا يحول دون تحرير الرهائن من قبضة الخاطفين. وتستبعد الخارجية الإسبانية عودة الهدوء التام إلى الأراضي المالية في القريب العاجل، باستثناء جنوب البلاد خاصة بعد أن التزم الانقلابيون العسكر بإعادة الديمقراطية إلى "باماكو" والدعوة إلى انتخابات جديدة بالبلاد، دون استبعاد حدوث تطورات سلبية. وكانت مدريد على علاقة جيدة بالرئيس المالي المطاح به، فقد اجتمع به سرا في"باماكو" وزير الخارجية الإسباني،غارثيا مارغايو، في الثالث من شهر مارس الماضي، لمحاولة إيجاد مسلك لتحرير الإسبانيين الاثنين. وتحتفظ إسبانيا بسفارتها في "باماكو" لكنها تنصح رعاياها الموجودين هناك، بالحذر الكبير وتجنب التنقل إلى خارج العاصمة. ولم يتضح ما إذا كانت مدريد أقدمت على الخطوة بالتنسيق أو دونه مع إيطاليا. تجدر الإشارة إلى أن اختطاف الرهائن من قلب "تندوف" ومن عمارة محمية عليها حراسة مشددة وحملهم على متن سيارات رباعية الدفع، وضع جبهة البوليساريو في موقف بالغ الإحراج حيث برهن الاختطاف، وجود ثغرات واختراقات في جهازها الأمني، بل شككت التقارير الإخبارية في حينها في وجود تواطؤ داخل صفوف جبهة البوليساريو نفسها، يدل على صراع بين تياراتها وأجنحتها. وفي هذا السياق أشارت تقارير صحافية إلى أن الجبهة ضاعفت الإجراءات الأمنية في المخيمات ما جعلها تخصص نفقات مالية لتأمين الأمن على حساب الخدمات الأخرى للاجئين. إلى ذلك لم تحدد الجهة الخاطفة، مطالبها مقابل الإفراج عن الرهائن.