أوضح رابح طيباوي، باحث في الطب البديل ومختص في العلاج بالحجامة، أن فترة فصل الربيع تعتبر الوقت السنوي الملائم للحجامة، وأن إجراءها يمكّن من تطهير الجسم من الخلايا الميتة، ممثلة في الكريات الحمراء الهرمة ترمى تحت الجلد وتخرج في شكل دم فاسد، وهو ما يمكّن الشخص من تفادي أمراض عديدة، يأتي في مقدمتها ارتفاع الضغط الشرياني والتهاب المفاصل. عن السر وراء لجوء الكثيرين إلى الحجامة في فصل الربيع، يقول طيباوي إن ذلك يرجع إلى عوامل فلكية، بفعل قوة جاذبية القمر وتأثيره على جسم الإنسان، رابطا الأمر بمدارات القمر، مشيرا إلى أن هذا الأخير ''يكون في بعض مداراته التي تتحكم في أسباب دوران السوائل في الكرة الأرضية، بما فيها المحيطات والأنهار، وكذا السوائل التي تجري في جسم الإنسان، ويتقدمها دم الإنسان''. ويضيف طيباوي أنه ونظرا لحدوث هذه المدارات من 17 إلى 27 من كل شهر قمري (الشهر الهجري)، فإن الباحثين الفلكيين والفيزيائيين وكذا علماء الاجتماع، يؤكدون وجود تأثيرات تحدث عن الأنهار والمحيطات، حينما يكون القمر في ذروته أو ما يسمى بالأيام البيضاء، كما يتأثر خلالها الكائن البشري ''إذ يكثر الطلاق والإجرام وكذا حالات الاغتصاب. لذا، حث الرسول على صومها، بغرض الحد من الانفعالات وترويض النفس''. وبعد هذه الأيام، يتابع طيباوي موضحا، تهدأ المحيطات وسوائل الجسم وتلفظ فضلاتها، كما يلفظ جسم الإنسان فضلات ممثلة في خلايا ميّتة وكريات حمراء هرمة ترمى تحت الجلد، وتكون لها تأثيرات جانبية على صحة الإنسان، مثل تعطيل الدورة الدموية ورفع ضغط الدم، كما تتسبّب في بعض الأمراض الجلدية وأمراض القلب (الجلطة). لذا، أوصانا الرسول بممارسة الحجامة خلال هذه الفترة، على أن يكون صاحبها صائما. جلسات متعدّدة وعن كيفية ممارسة الحجامة، يقول طيباوي إنه يلجأ أولا إلى مساءلة المريض عما إذا كان مصابا بمرض ما، والأدوية التي يتناولها، وسبب إقباله على الحجامة، ليحدّد بعدها مكانها من الجسم، ويباشر ما أسماه بطريقة الاستدعاء الذاتي لخلايا الدم الميّتة والكريات الهرمة. ويضيف أن جلساتها تختلف من شخص لآخر، حسب السن ونوعية المرض. فمثلا، يصل عدد الجلسات إلى خمس عند أصحاب الضغط الشرياني ومرضى القلب والسيدات اللواتي بلغن سن اليأس أو يعانين من مشكلات في الدورة الدموية، فيما تكفي جلسة واحدة للأشخاص العاديين أو الأصحاء. فوائد كثيرة أما عن فوائدها، يقول طيباوي إنها تعمل على تقوية جهاز المناعة عند الإنسان، بما يحميه من بعض الإصابات، مثل التهاب اللوزتين، والتهاب الكبد الفيروسي، والتهاب المفاصل، والتهابات الجهاز البولي. كما تصحّح الإصابات الشائعة، مثل التصلب اللولبي (سكليروز أونبلاك)، والتهاب المفاصل الحاد وتحسّن الدورة الدموية، مع معالجة داء الدوالي ودوالي الخصيتين المسبب للعقم (عند الرجال)، والذي بات منتشرا بين الشباب الذين باتوا يقصدون الأطباء الذين يمارسون الحجامة للتخلص من هذا المرض، إلى جانب علاج بعض الأمراض الجلدية وتسكين مختلف الآلام.