جمع مهرجان " موازين: إيقاعات العالم" ليلة أمس بين ثلاثة أجيال للأغنية المغربية، تعكس التحول الحاصل في مسارها، وذلك من خلال سهرة التقت فيها كل من نعيمة سيمح وليلى غفران ودنيا باطما. الجيل الأول وتمثله نعيمة سميح، التي بدأت الغناء في اوائل السبيعينيات من القرن الماضي، والجيل الثاني مثلته المطربة المغربية المقيمة في مصر ليلى غفران، التي اقتحمت الساحة الفنية بعد سميح بسنوات قليلة، ودنيا باطما، النجمة الصاعدة، التي كان ميلادها الحقيقي مؤخرا في برنامج" أراب أيدول". كل واحدة منهن حاولت أن تقدم أفضل مالديها، في سهرة تابعها جمهور غفير، يجسد بدوره كل الأجيال، والفئات والشرائح الاجتماعية، شبابا ونساء ورجالا، كلهم عاشوا لحظات جميلة مع الطرب في أجمل تجلياته. البداية كانت مع المطربة الواعدة دنيا باطما، التي سحرت الجميع بصوتها القوي وابتسامتها الطفولية البريئة، في باقة من الأغاني اختارتها بعناية وذوق، ومنها " مقادير" و" على اللي جرى"، دون أن تنسى جذورها المغربية، وحسها الوطني، من خلال أدائها لقطع غنائية مغربية، تسكن الذاكرة والوجدان، ومنها " بارد وسخون" و" علاش ياغزالي"، و" صوت الحسن" و" الله يامولانا"، التي جعلت الجموع البشرية تتمايل على إيقاعاتها. الإطلالة الثانية، كانت ليلى غفران التي استهلت فقرتها الفنية بأغنية عن حب الوطن، بعنوان " الله يابلادي"، وهي أول أغنية تضع كلماتها وألحانها،مدفوعة بالشوق للأرض التي أنجبتها، والسماء التي كبرت قامتها تحتها. ولم تستطع غفران أن تخفي سعادتها بهذا اللقاء، بعد هجرتها إلى مصر، واستقرارها هناك، ولم تكتفي بالغناء، بل نثرت الورود على الحاضرين ، قبل أن تحمل باقة كاملة منها ، وترميها في الهواء. أنشدت غفران بعض أغانيها، مثل " أسهلها عليك" و" أحلى أيامي"، إضافة إلى أغنيتين، واحدة لعبد الحليم حافظ ، والثانية لأم كلثوم. وبطلب من الجمهور غنت أول أغنية مغربية لها، سجلتها في بداية رحلتها الفنية، وهي بعنوان" اليوم الأول"، من كلمات الشاعر الغنائي الراحل على الحداني، وألحان الفنان أحمد العلوي. ولأن جوق الموسيقى العربية بقيادة الفنان صلاح الشرقاوي، لم يتدرب عليها، فقد اضطرت إلى أدائها بصوتها فقط، وهي لاتصدق أن الناس " مازالوا فاكرينها" على حد تعبيرها. وكانت نعيمة سميح، صاحبة البحة الصوتية الرائعة هي مسك حفل الختام، والتي ماأن وطأت الخشبة حتى ركعت حمدا لله، في حركة ذات دلالة فسرها الكثيرون بأنها تشكر خالقها على هذه الفرصة التي تجدد من خلالها لقاءها بجمهورها الواسع والعريض جدا. وهو فعلا ماعبرت عنه بالقول، بكل عفوية وتلقائية، جريا على عادتها في الحديث، إنها اشتاقت إلى مثل هذه اللقاءات، بعد غياب طويل عن الساحة الفنية. ورغم بعد مظاهر التعب الصحي الواضحة على ملامحها، فقد أبت إلا أن تجهد نفسها، لتسعد كل من يستمع إليها، سواء من خلال الحضور إلى منصة " النهضة" بالرباط، أو من خلال متابعتها عبر التلفزيون الذي سجل أطوار السهرة. الاختيارات الفنية لسميح توزعت بين ماهو ذا طابع ديني أو إنشاد وطني أو بوح عاطفي، انطلاقا من " الجزيرة"، مرورا ب" الخاتم"، ووصولا إلى " ياك اجرحي" التي شاركتها ليلى غفران أداء بعض المقاطع منها. وفي بعض اللحظات، وفي الدقائق الأخيرة من السهرة، كانت تنخرط في الغناء، دون تنسيق مع الجوق الموسيقي، الذي بدا عليه الإنهاك ، ورغم ذلك كان يسايرها قدر المستطاع، وخاصة في الأغنية الخليجية" واقف على بابكم". *تعاليق الصور: دنيا باطما ونعمية سميح وليلى غفران خلال حفل موازين