قال الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي٬ يوسف العمراني٬ أمس الأربعاء بنيويورك٬ إن نجاح كل عملية وساطة يتطلب تضافر أربعة عوامل٬ وهي حنكة القيادة لدى الوسيط وحياده وحصافة رأيه٬ والرغبة الحقيقية للأطراف المعنية بهذه الوساطة. وأضاف العمراني٬ الذي كان يشارك في جلسة نقاش بمقر الأممالمتحدة حول "التحدي المتمثل في الاتساق والتنسيق والتكامل بين مختلف الجهات الفاعلة في جهود الوساطة"٬ أن هذه العملية تمر أيضا عبر المشاركة الإيجابية للمجتمع الدولي واحترام سلامة ووحدة الدول، وفق وكالة الأنباء المغربية. وترأس جلسة هذا النقاش المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة٬ إدوارد لوك٬ إلى جانب نائب الأمين العام للشؤون السياسية٬ لين باسكو٬ ووزيرا الشؤون الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو والفنلندي اركي تيوميويا. كما شدد العمراني على ضرورة إشراك البلدان المجاورة في إطار مقاربة إقليمية تكمل الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة٬ التي يتعين عليها أن تضطلع بدور محوري٬ بالنظر لكونيتها ولما لها من تجربة ودروس مستخلصة في هذا المجال. وأكد الوزير أيضا على الدور الحاسم للأمين العام للأمم المتحدة ومساعيه الحميدة لتسوية النزاعات بالوسائل السلمية. وقال إنه يتعين من الآن فصاعدا٬ التركيز على الدبلوماسية الوقائية التي ينبغي أن تمثل ورشا ذا أولوية. وفي رده على أسئلة الحضور٬ الذي كان يتكون٬ على الخصوص٬ من الدول الأعضاء والخبراء والأكاديميين٬ اقترح الوزير بعض الأفكار التي تمثل "خلاصة التجربة المغربية في مجال الوساطة"٬ مشددا على ثلاثة مفاهيم أساسية٬ حيث حرص في الأول على توضيح أنه "ليس هناك من وصفة سحرية. وأنه يتعين قيادة عمليات الوساطة وفقا لرؤية واضحة عن النتائج المرجوة وبناء على وجهات نظر واعدة وطموحة في نفس الوقت". وتابع الوزير أنه يتعين أيضا استحضار٬ وعلى نحو دائم٬ المحددات الرئيسية والتي هي حنكة القيادة لدى الوسيط٬ ورغبة الطرفين الصادقة٬ والالتزام من جانب المجتمع الدولي. وأخيرا٬ من الضروري٬ بحسب قوله٬ "إقناع الطرفين٬ بإيجابيات وفوائد السلام"٬ معتبرا أن الأممالمتحدة تمتلك على هذا المستوى "القوة الناعمة" بالنظر لمعيار الكونية. وكان الوزير قد دعا٬ في مداخلة سابقة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة٬ إلى إحداث "أجندة جديدة" للوساطة والوقاية من النزاعات في سياق "متقلب وهش" تتزايد فيه الأخطار التي تهدد السلم والأمن الدوليين بشكل مطرد. وكان العمراني قد أكد٬ أمام نظرائه في هذا الاجتماع عالي المستوى حول "دور الدول الأعضاء في الوساطة"٬ أنه أمام فظائع العنف المتزايد عبر العالم فإن الوقت قد حان الآن للاستثمار في مجال الوقاية من النزاعات. *تعليق الصورة: يوسف العمراني