قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي٬ إن "دينامية الإصلاح في المغرب يطبعها التدرج الإيجابي في إطار الاستقرار والحفاظ على المكتسبات". وأوضح الخلفي٬ في حديث لصحيفة (العرب) القطرية نشرته اليوم الاثنين٬ أن هذه الدينامية "تحفظ المكتسبات التي حققتها المملكة في شتى المجالات وفي الآن نفسه ترسي مسارا إصلاحيا غير محكوم بمنطق الغالب والمغلوب٬ بل مؤطر بجهود الجميع"، وفق وكالة الأنباء المغربية. وأشار إلى أن المراجعة الدستورية التي حصلت في المغرب في ما يخص الشق المتعلق بالإعلام٬ "كانت على ثلاثة مستويات شملت التنصيص دستوريا على الحق في الوصول إلى المعلومة وضمان حرية الصحافة٬ وتمكين رجال الإعلام من تنظيم ذاتهم بشكل مستقل وديمقراطي٬ والسهر على احترام تعددية تيارات الفكر والرأي على مستوى وسائل الإعلام والمجال السمعي البصري". وأكد أن الجميع في المغرب "منخرط في ترجمة هذه التوجهات في سياسات عملية وإصلاحية عبر مقاربة تشاركية انطلقت على مستوى المجال السمعي البصري العمومي وماضية في مجال الصحافة المكتوبة٬ والمجال السينمائي"٬ مشددا على أن الغرض من تكريس هذه التوجهات هو "جعل الإعلام المغربي مواكبا للتحولات الديمقراطية٬ وحاضنا للثقافة السياسية التي يجب أن تنتعش في البلاد٬ وفاعلا في تعزيز مقومات الهوية الوطنية والاستقرار في المملكة". وبخصوص دور الاعلام في ما اصطلح عليه بالربيع العربي٬ أكد الوزير أن الإعلام وخصوصا الإعلام الجديد المرتبط بشبكة التواصل الاجتماعي٬ "اضطلع بدور حيوي في تغذية الحراك السياسي والاجتماعي في الدول العربية التي شهدت ثورات شعبية"٬ مشيرا إلى أن هذا النوع من الإعلام٬ "سلط الضوء على مطالب الشعوب في الحرية والتنمية وشروط النمو لبلدانها٬ وعلى أجيال شابة تواقة إلى الحراك المجتمعي وإلى التغيير السياسي والاقتصادي. واعتبر الخلفي أن المنطقة العربية "شكلت استثناء في العالم في ما يتعلق بضمان شروط الحياة الحرة والكريمة للمواطن٬ فكان لا بد لهذا الاستثناء أن ينتهي"٬ مشددا على أن النقاش الدائر اليوم في الوطن العربي هو عن "كيفية تعزيز مناخ الحرية في إطار من المسؤولية وتعزيز أخلاقيات المهنة٬ وتأسيس جيل جديد من الإصلاحات تترجم التطلعات التي برزت في الربيع الديمقراطي وتحولها لسياسات وإلى ثقافة وإصلاحات٬ لأن التحدي هو كيفية استدامة ثقافة الحرية والمسؤولية في إطار البنيات والسياسات الجديدة". ويزور الخلفي قطر حاليا للمشاركة في أشغال "منتدى الدوحة الثاني عشر" الذي يحضره وزراء ومفكرون وسياسيون ورجال اقتصاد من 84 بلدا. ويرأس الخلفي الوفد المغربي المشارك في هذه التظاهرة٬ والذي يضم على الخصوص فتح الله ولعلو رئيس الجماعة الحضرية للرباط٬ وكريم حجي المدير العام لبورصة الدار البيضاء٬ بالإضافة إلى عدد من المسؤولين بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون.