اجتمع العاهل الإسباني صباح اليوم بمكتبه بالقصر الملكي "لاثرثويلا" بمدريد، برئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران الذي يقوم اليوم الجمعة بزيارة إلى إسبانيا اجتمع خلالها ببعض المسؤلين بينهم رئيس الحكومة ماريانو راخوي، الذي سبق أن التقى بنكيران في المغرب ضمن تقليد الزيارة التي اعتاد رئيس الحكومة الجديد القيام بها إلى الجار المغربي. ووصف وكالة إيفي الإسبانية اللقاء بين خوان كاروس وبنكيران بالمفعم بالود حيث حرص رئيس الحكومة المغربية على السلام على الملك، مراعيا وضعه الصحي بعد العملية التي أجريت له مؤخرا في منطقة الحوض، جراء الحادث الذي تعرض له في بوتسوانا أثناء ممارسة هواية الصيد. ولكن الملك اقترب من ضيفه كثيرا دليلا على الترحيب به واستفسر بنكيران عن صحة الملك، وأشاد بإنتانه الحديث باللغة الفرنسية، فيما طمأنه خوان كارلوس من جانبه على وضعه الصحي ، ثم شرع الجانبان في المحادثات حول القضايا المعروضة عليهما وقد جلس الملك على كرسي طبي وأشارت الوكالة الإسبانية إلى أنه التحق بالقصر الملكي كل من الكاتب العام لوزارة الخارجية الإسبانية، غونثالو دي بينيتو، وسفير مدريد في الرباط، ألبرتو نافارو . ومن الجان ب المغر بي حضر إلى القصر ادريس الضحاك الأمين العام للحكومة والسفير أحمادو ولد سويلم وأقيمت على شرف بنكيران فيما بعد مأدبة غذاء بالبرلمان الإسباني، حضرها رئيس الحكومة راخوي. ولم تعط تفاصيل عن طبيعة الزيارة وكذا القضايا التي تم بحثها على عجل واستلزمت الاجتماع بالعاهل الإسباني وهو يمر بفترة نقاهة. وبرأي ملاحظين فإن المشاكل تبرز بين الفينة والأخرى بين الجارين، يسارعان إلى حلها بالطرق الاعتيادية، وربطو ا زيارة بنكيران بالتطورات الجدديدة التي يعرفها ملف الصحراء عقب قرار المغرب سحب الثقة من مبعوث الأمين العام السفير كريستوفر روس الذي يتهمه المغرب بالخروج عن دور الوسيط المحايد في نزاع الصحراء. ولا يستغرب المراقبون أن يسعى المغرب إلى الحصول على تأييد إسبانيا بخصوص موقفه من "روس" خاصة وأنها الدولة المحتلة للصحراء قبل استقلاها كما أنها عضو في ما يسمى "مجموعة دول أصدقاء الصحراء". ويلاحظ أن بنكيران اصطحب معه ادريس الضحاك، الأمين العام للحكومة وهو مختص في القانون البحري والنزاعات الدولية، وبالتالي لا بد وأن تكون وراء وجوده وصفته ملف قانوني يريد المغرب أن يناقشه مع الجانب الإسباني مع الإشارة إلى أن الضحاك وقد شغل منصب القاضي الأول في المغرب ويعرف اللغة الإسبانية . ومن المتوقع أن يتطرق النقاش بين الجانبين إلى مسألة رسم الحدود المائية بين البلدين عند الواجهة الأطلسية حيث تقول تقارير غير مؤكدة بوجود حقول للنفط على مدى المساحة المائية المشتركة بين شواطئ جنوب المغرب والساحل الكناري ، على الرغم من أن العاهل المغربي الملك محمد السادس، أكد لرئيس حكومة كنارياس،عدم عثور بلاده على مؤشرات قوية بوجود النفط في الساحل المغربي. إلى ذلك أكد قيادي في حزب العدالة والتنمية، أن زيارة بنكيران ستتضمن لقاءات تواصلية سيعقدها رئيس الحكومة المغربية مع الجالية المغربية المقيمة باسبانيا، بمبادرة وتنظيم من ممثلي حزب العدالة والتنمية بفرنسا ومدريد وبرشلونة، وهم على التوالي عمر المرابط، رئيس جمعية مغرب التنمية، وسعيد بورحيم، ومحمد الغيدوني ممثلي الحزب في اسبانيا. ومن المنتظر أن يعقد رئيس الحكومة المغربية لقاءات مع المسؤولين الكتلان، قبل أن يرأس يوم السبت ببرشلونة لقاءا مع فعاليات من المجتمع المدني المغربي بهذه المنطقة التي يقطنها ما يناهز 400 ألف مهاجر مغربي،