فاز الفيلم الوثائقي "الشاي أو الكهرباء" للمخرج البلجيكي جيروم لومير بالجائزة الكبرى للدورة الرابعة لمهرجان أكادير للفيلم الوثائقي "جائزة نزهة الإدريسي" ٬ التي اختتمت فعالياتها مساء أمس السبت. وعادت جائزة لجنة التحكيم التي ترأستها المخرجة الفرنسية سيمون بيتون٬ الى فيلم "عوليسات" الإسباني٬ لأغاثا مشياسيك وألبيرتو غارسيا أورتيز٬ فيما آلت جائزة الجمهور (نور الدين كشطي) الى فيلم "الشاي أو الكهرباء"، وفق وكالة الأنباء المغربية. ويعد فيلم "الشاي أو الكهرباء" بمثابة رصد دؤوب ليوميات قرية إيفري في الأطلس الكبير على مدى ثلاث سنوات. فقد عاش المخرج بين الأهالي وتابع معهم فصول ملحمة كبرى في حياتهم٬ تتمثل في مخاض وصول أسلاك الربط الكهربائي الى بلدة في أعلى قمم الجبل٬ معزولة عن محيطها. وإذ يرمز الشاي٬ الذي دعا اليه سكان القرية مستخدمي المكتب الوطني للكهرباء حين قدومهم لإطلاق عملية الكهربة٬ إلى التقاليد العريقة في الاستقبال والمشاطرة والمجالس الجماعية٬ فإن الكهرباء تحمل إشارة إلى موجة داهمة جديدة تحمل تغييرا على مستوى القيم والأفكار والعلاقات الاجتماعية. ونوهت لجنة التحكيم التي ضمت الصحافية البوركينابية كلير دياو والمخرجة الايطالية أليس روهواشر والمنتجة المغربية هند السايح٬ بفيلمي "ميدان التحرير" للإيطالي ستيفانو سافونا وفيلم "نحن هنا" للتونسي عبد الله يحيا. وشارك في الدورة الرابعة للمهرجان الذي نظمته جمعية الثقافة والتربية عبر السمعي البصري بتعاون مع القناة الثانية 12 فيلما عكست تجارب سينمائية متعددة المشارب في صناعة الفيلم الوثائقي. ومثلت الأعمال التي عرضتها التظاهرة مناطق المغرب العربي والشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية إلى جانب إفريقيا. وعلى هامش المسابقة٬ انخرطت فضاءات عديدة في المدينة من عروض متنوعة لأعمال قاربت إشكاليات التنمية المستدامة٬ والمواطنة٬ وحقوق المرأة٬ والرياضة٬ والموسيقى. ويتعلق الأمر بلقاءات استهدفت أساسا الطلبة والأطفال وسكان الأحياء الشعبية. وقد شكلت الدورة الرابعة خطوة بالنسبة للمنظمين على طريق تشكيل سوق دولية للفيلم الوثائقي٬ يلتقي فيه مهنيون من الشمال والجنوب٬ لتبادل الخبرات والتجارب وبحث وسائل ترويج الأفلام والمشاريع المرشحة للحصول على تمويلات إنتاجية.