أجمع المتدخلون في حفل تأبين المجاهد المغربي الراحل أبو بكر القادري نظمه حزب الاستقلال و"مؤسسة أبو بكر القادري للفكر والثقافة"٬ أمس الجمعة بالرباط٬ بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاته٬ على أن الراحل كان مثالا للرجل الوطني الصادق ومربي أجيال متميز ومناضلا فذا ترك بصمات بارزة في تاريخ المغرب المعاصر. وقال الأمين العام لحزب الاستقلال عباس الفاسي في كلمة خلال هذا الحفل الذي حضره٬ على الخصوص٬ رئيس الحكومة عبد الإلاه بن كيران وسفير فلسطين بالرباط أحمد صبح٬ إن رحيل القادري شكل "خسارة كبرى" للأمة العربية والإسلامية٬ وواحدا من رواد الحركة الوطنية الذين نذروا حياتهم للدفاع عن قضايا وطنهم٬ وكان في مقدمة الأعلام الذين طبعوا بصمات متميزة في التاريخ المعاصر للمملكة ولم يتوقف عطاؤهم النضالي وإنتاجهم الفكري طيلة مسيرتهم، وفق وكالة الأنباء المغربية. من جانبه٬ أكد عبد الكريم غلاب عضو مجلس رئاسة حزب الاستقلال أن الراحل أبو بكر القادري كان "معلما مقتدرا"٬ حيث شكلت مدرسة النهضة التي أسسها منارة للعلم والثقافة تخرج منها آلاف الأطر التي خدمت وتخدم المغرب من مواقع متعددة٬ مبرزا جهود الراحل في نصرة والدفاع عن الإسلام واللغة العربية وكذا القضية الفلسطينية التي كان "مهووسا" بها. بدوره٬ قال نائب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فتح الله ولعلو إن الراحل كان رجل وطنيا ومؤرخ الحركة الوطنية الساهر على حفظ موروثها٬ كما كان مربيا للأجيال اهتم بتعليم الفتاة وتحسين موقع المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية. واعتبر عضو المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد محمد بنسعيد آيت يدر٬ أن أبو بكر القادري كان أحد الرموز الذين بصموا المحطات المهمة للحركة الوطنية بالمغرب٬ وأبرز الوجوه الموقعة على وثيقة المطالبة بالاستقلال٬ مبرزا أنه كان رجلا وحدويا ويقبل الرأي والرأي الآخر ولا يحمل في قلبه أحقادا ضد الآخرين. أما عضو مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية إسماعيل العلوي٬ فأبرز من جانبه٬ أن الراحل القادري كانت له مناقب عديدة وكان متشبعا بالوطنية الحقة ومساهما في المعارك التي خاضها الشعب ضد الاستعمار٬ مضيفا أنه٬ بالموازاة مع عطائه السياسي٬ كان الفقيد "رجل تعليم بامتياز وكان المؤسس لمدرسة النهضة التي تعد بمثابة "مشروع وطني أصيل". وأبرز مفوض العلاقات العربية في حركة فتح بفلسطين عباس زكي٬ من جهته٬ المسار الكفاحي الطويل للراحل في نصرة القضية الفلسطينية من خلال تأسيسه وعمله في إطار الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني٬ مؤكدا "نبض التقدير والعرفان" الذي يكنه الفلسطينيون للراحل . وأبرزت باقي الشهادات التي قدمت بمناسبة هذا الحفل الذي حضره أيضا عدد من أفراد عائلة الفقيد٬ وتم خلاله عرض شريط وثائقي عن الراحل٬ الخصال الإنسانية الرفيعة التي ميزت شخصية الراحل أبو بكر القادري٬ وأدواره البارزة في نصرة الثوابت الوطنية والقضية الفلسطينية٬ على الخصوص. وكان المجاهد أبو بكر القادري الذي لبى داعي ربه يوم 2 مارس المنصرم بالرباط٬ عن عمر يناهز 97 عاما٬ عضو مجلس رئاسة حزب الاستقلال وأكاديمية المملكة٬ ومؤسس ورئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني لمدة تناهز 20 سنة.