الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار أفاد بيان طبي،بشأن تطور الوضع الصحي للعاهل الإسباني خوان كارلوس، الذي أجريت له فجر أمس جراحة على الفخذ الأيمن، أنه استطاع المشي متكئا على عكازين، صباح اليوم الأحد. وأضاف البيان الذي تلاه مدير مستشفى "سان خوصي" بالعاصمة "مدريد" حيث يرقد الملك، أن هذا الأخير قضى ليلة هادئة بدون آلام من دون أن يتناول مسكنات، مبرزا أن عاهل إسبانيا استطاع أن يثني بسهولة المنطقة المصابة في قدمه اليمنى، متمكنا من رسم زاوية حادة 90 درجة، ما يشير بوضوح إلى نجاح التدخل الجراحي. وبينما يرتاح الملك في غرفته حيث تتوالى زيارات أفراد أسرته الصغيرة، كما زاره صباح اليوم رئيس الحكومة وأمضى معه قرابة نصف ساعة، عبر على إثرها "ماريانو راخوي" عن سروره للحالة التي وجد عليها الملك، قائلا إنه سيجتمع به الجمعة القادم بعد عودته من زيارة للمكسيك. إلى ذلك بدأت علامات جدل سياسي ساخن في إسبانيا بخصوص الحياة الخاصة للملك وضرورة إخبار الرأي العام والسلطتين التشريعية والتنفيذية بتنقلاته خارج التراب الوطني. وفي هذا السياق تبين أن سفر الملك إلى دولة "بوتسوانا" تم بواسطة طائرة خاصة، والأكثر إثارة في الموضوع أنه لا توجد سفارة إسبانية في البلد الذي اختاره الملك لممارسة هواية القنص البري في الأدغال ولذلك فإنه واجه إشكالا دبلوماسيا بعد الحادث، حيث تكفلت السفارة الإسبانية في ناميبيا بالترتيبات الضرورية. وفي هذا الصدد طالبت يومية "الباييس" في مقال افتتاحي، يوم الأحد، بوجوب إتباع مبدأ الشفافية بخصوص سفريات خوان كارلوس إلى الخارج، ملاحظة أن البلاط الملكي نفسه التزم بذلك المبدأ بشأن قضية "أورغاندان" التي أثيرت بشأنها ا شبهات عن تورط صهر الملك وزوج ابنته، والتي خضعت لتحقيق قضائي وتحدثت عنها وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة بصورة مستفيضة، ما فرض على الملك الاستجابة لتساؤلات الرأي العام، فطالب السلطات القضائية الاستمرار في البحث والتقصي إلى آخر مدى ومهما كانت النتائج، وهو موقف طمأن الرأي العام الإسباني، المتأثر بكابوس الأزمة المالية. وخالفت "الباييس" الموقف الذي عبر عنه حزب اليسار الموحد الذي انتقد سفريات الملك في ظروف الأزمة المالية، وقالت الجريدة الواسعة الانتشار إن من حقه كأي مواطن إسباني أن ينعم بعطلته وراحته المستحقة، لكن عليه وبالنظر إلى صفته الرسمية كرئيس للدولة، أن يخبر الجهات المعنية بتحركاته خارج الوطن، لممارسة الرياضات العنيفة التي قالت الجريدة إنها باتت خطيرة على صحته. ومن المصادفات، أن العملية الجراحية التي أجريت للمك تزامنت مع الذكرى 81 لقيام الجمهورية الثانية في إسبانيا عام 1932 التي تمرد على سلطتها الشرعية الجنرال فرانكو عام 1936، فأدخل البلاد في حرب أهلية ضروس دامت 3 سنوات ولم تضع أوزارها إلا في يوليو 1939 بانتصار المتمردين. واختار اليسار الموحد، المناسبة، لتسجيل فيديو، وزعه على نطاق واسع، يدعو بلغة حماسية إلى قيام الجمهورية الثالثة والقضاء على التحالف الرجعي الكنسي الذي أجهض الجمهورية الثانية، كما خرجت مظاهرات في عدة مدن إسبانية، تفاوتت أعداد المشاركين فيها، مخلدة الذكرى ورافعة أعلام الجمهورية التي أطاح بها العسكر المتمردون بقيادة الدكتاتور "فرانكو". ولوحظ في هذا الصدد أن حزب "بيلدو" الذي يتوفر على الأغلبية في بلدية مدينة "سان سباستيان"التابعة لإقليم إلباسك، رفع العلم الجمهوري فوق مبنى البلدية،ما اثأر احتجاج الحكومة القوي على الإخلال بالشرعية الدستورية.