الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار أجريت للعاهل الإسباني الملك، خوان كارلوس، فجر اليوم السبت، بإحدى مصحات العاصمة مدريد، عملية جراحية دقيقة في منطقة الورك، جراء حادث صيد تعرض له في دولة "بوتسوانا" التي نقل منها على عجل. وذكرت مصادر طبية من القصر الملكي "لا ثرثويلا" أن العملية دامت أربع ساعات، سيصدر بيان لاحق عن تطورات الحالة الصحية لملك إسبانيا الذي تعرض لكسر ثلاثي في وركه تطلب علاج الفقرات المتضررة أو استبدالها، ما يوضح الطبيعة الحرجة للتدخل الجراحي الذي خضع له الملك. وتوجد الملكة صوفيا قرينة العاهل الإسباني في اليونان حيث تقضي أعيادا دينية مسيحية أرثوذوكسية مع عائلتها هناك، لكنها لم تغير موعد عودتها إلى مدريد لغاية الاثنين كما كان مقررا وفضلت، لطمأنة الرأي العام الإسباني، متابعة الموقف ساعة بساعة، عبر الاتصال بالأسرة والفريق الطبي المعالج. ويلزم آلة حسابية، لعد الساعات التي قضاها الملك خوان كارلوس، تحت تأثير البنج في غرف العمليات، فقد خضع لثمانية منها منذ عام 1980 حسب بلاغات رسمية، ثلاث بسبب حوادث وقعت له أثناء ممارسة الرياضة وأخرى بسبب وضعه الصحي، لعل أصعبها تلك التي أجريت له على رئته اليمنى لاستئصال ورم حميد ، أما باقي الحوادث فتعود إلى سوء حظ الملك الذي اصطدم مرة مثلا بباب زجاجي بالقصر الملكي حيث أصيب بجروح في أنحاء من جسمه: الكتف والأنف والوجه. وتكرر له نفس حادث الاصطدام حين نزل من دبابة أثناء استعراض عسكري قبل عام 1980 واضطرت جريدة "إلموندو" المحافظة والواسعة الانتشار، إلى نشر خريطة لجسم الملك خوان كارلوس، حددت عليها المناطق التي أخضعت لعمليات جراحية ومما ضاعف أحزان العائلة المالكة في مدريد أن حفيد خوان كارلوس من ابنته "إيلينا" يرقد هو الآخر في أحد مستشفيات مدريد، بسبب حادث وقع له أثناء تجريب سلاح ناري، لكن حالته تتطور نحو الأحسن طبقا لما ذكرته تقارير إعلامية. ويلاحظ أن ملك إسبانيا الذي يبدو أنه لا يتحكم في حركاته في بعض الأحيان أو تخونه قدماه، يصر على أمرين: ممارسة الرياضة بأنواعها وهو يهوى على الخصوص الصيد والتزحلق على الجليد. أما الأمر الثاني فيتمثل في أنه لا يعير كبير أهمية لصحته ولا يخشى المخاطر، بدليل أنه كلما أحس بتحسن في وضعه الصحي، إلا وانخرط في أنشطة داخل وخارج البلاد، حيث يقوم بسفريات طويلة من أجل مصلحة البلاد، آخرها تلك التي ذهب فيها ليلا إلى دولة الكويت لتأمين تزويد بلاده من النفط في حالة فرض حصار تام على الواردات من إيران في الصيف المقبل. ولم يمكث الملك في الإمارة طويلا للراحة بل عاد بمجرد انتهاء مهمته.