الرباط " مغارب كم" :بوشعيب الضبار خلافا لكل التوقعات، التي كانت ترشح المطربة المغربية دنيا باطما للتتويج في برنامج " أراب أيدول"، ذهب اللقب إلى منافستها المصرية كارمن سليمان،ماخلق صدمة وسط المشاهدين المغاربة، الذين كانوا يتابعون بشوق كبير، الحلقة الأخيرة من البرنامج لمعرفة نتيجة التباري. وقد اعتبر الكثيرون، ممن اتصل بهم موقع "مغارب كم" النتيجة غير عادلة، أخذا بعين الاعتبار المؤهلات الصوتية التي تتمتع بها باطما،كصاحبة موهبة حقيقية، أبانت عنها على امتداد الحلقات، إذ ظلت هي المشاركة الوحيدة، التي ظلت بمنأى عن مرحلة الخطر، ولكن التصويت خذلها. وفي اتصال هاتفي، قال أحد المشاهدين إن هناك شيئا ما غير مفهوم في النتيجة، التي تبدو في نظره "مخدومة" حسب التعبير الدارجي المغربي، مشيرا إلى أن كل المؤشرات كانت تصب في صالح باطما. وأشاد زملاء باطما في حلقة الليلة، بحسن أداء دنيا، وتفوقها على نفسها من خلال اختيارها للأغاني، التي تبرع في أدائها. وقالت دنيا، قبل معرفة النتيجة، إنه في حالة فوز كارمن باللقب" فإنها تستاهل.."،أما إذا كان الفوز من نصيبها، فإنها تهديه إلى كل الذين ساندوها، ودعموها بتصويتها لهم. وكالعادة، تألقت باطما الليلة في مشاركتها الغنائية.. وفيما غنى المطرب اللبناني راغب علامة،رفقة كارمن سليمان في شكل ثنائي،اختارت المطربة الإماراتية "أحلام" أن تقف فوق الخشبة لتؤدي رفقة دنيا باطما قطعتها الغنائية" انا بصراحة أحبك"،وكانا معا في قمة الانسجام . ولن تغير هذه النتيجة من مكانة باطما، ولربما تجلب لها تعاطفا أكبر ، مثل ما حدث لها يوم تم إقصاؤها من برنامج " استوديو دوزيم"،ظلما وتعسفا في ظروف سادها الغموض. وفي رأي بعض المتتبعين، فإن ثمة أصوات غنائية تولد قوية، وتفرض نفسها بعذوبة على المتلقي، وتنسج معه علاقة ألفة ومودة. ودنيا باطما، في نظرهم، خير مثال، فكل مواصفات المطربة متوفرة فيها، حضور وإحساس،و وعي فني وقدرة صوتية باهرة على التنقل بين المقامات والإيقاعات بانسيابية ويسر. هي لاتقلد أحدا في الغناء، ولكنها تبدع،وتضفي على الأداء ملامح من شخصيتها، تحمل بصمتها الخاصة. ورغم النتيجة التي كانت مخيبة للأمال، فإنها بهذا التألق في برنامج "أراب أيدول" التلفزيوني،الأكثر مشاهدة في العالم العربي، واكتساب شهرة فنية طاغية من خلال المشاركة فيه، ووصولها إلى الحلقة الأخيرة،بتفوق واضح، تكون دنيا باطما قد وضعت خطوتها الأولى بثبات في مسيرة الألف ميل نحو النجومية وقطف ثمار النجاح، عن جدارة واستحقاق. ولم ينتج ذلك من فراغ، بل كان ورءاه عرق وكفاح وسهر، وسعي متواصل لصقل الموهبة علميا،بالانتساب إلى المعهد الموسيقي، الذي يحمل إسم عمها الفنان الراحل، العربي باطما. "أنا تعبت كثيرا من أجل أن أحقق ذاتي فنيا"، تؤكد دنيا في لحظة بوح صادق، بطريقتها العفوية في الحديث. دنيا..آن لك الآن أن ترتاحي قليلا قبل مواصلة المشوار..والمستقبل يفتح أحضانه لك.