أنهى المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي أشغال مجلسه الوطني، الأول بعد المؤتمر الاستثنائي الأخير، عند الساعة الثانية من صباح اليوم بانتخاب أعضاء المكتب السياسي العشرين في انتظار تعيين الأعضاء الستة المتبقين من قبل الأمين العام للحزب، حسب مقتضيات نظامه الأساسي. واحترمت الضوابط الصارمة التي اعتمدها المؤتمر الاستثنائي لانتداب الأجهزة القيادية باعتماد الانتخاب باللائحة وتخصيص نسبة 30 في المائة للنساء و15 في المائة للشباب، مما أفرز تشكيلة يغلب عليها ما يوصف ب"تيار اليسار" في الحزب، الذي يسيطر على تشكيلة المجلس الوطني ب 316 مقعدا من أصل 394 هو عدد مقاعد المجلس الوطني. وقال عضو في المجلس الوطني ل"مغارب كم" إن لائحة "تيار اليسار" حصلت على أكبر عدد من الأصوات مما مكن من بلوغ نسبة تجديد تجاوزت 97 في المائة وذلك "بنجاح 17 عضوا جديدا في الظفر بعضوية المكتب الوطني لأول مرة من أصل 20 عضوا انتخبهم المجلس الوطني اليوم". وتمكن أستاذ التعليم العالي أحمد التهامي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة السابق وعزيز بن عزوز وميلودة حازب من العودة إلى عضوية المكتب السياسي، في حين نال العضوية، لأول مرة، كل من: الطبيب محمد بودرا (رئيس المجلس الجهوي للحسيمة تاونات) ورشيد التامك (نائب برلماني عن آسا الزاك) ومحمد معزوز ولمحارشي وغيات (مدير لاسامير)، بينما خسر كل من الطاهر شاكر وخديجة الكور وسامر أبوالقاسم ومحمد بلماحي ووديع الأسفي والحبيب بلكوش مقاعدهم في القيادة الحزبية. أما قائمة الشباب لعضوية المكتب السياسي فقد تصدرها فؤاد العماري (شقيق عراب الحزب إلياس العماري) وابو الغالي ولمخاشني (موظف بمجلس المستشارين) ونادية الطريس (حفيدة عبد الخالق الطريس) وكوثر بن حمو (الصيدلانية المعروفة بصورها المثيرة خلال الحملة الانتخابية لجماعيات 2009). أما قائمة النساء فقد تصدرتها فاطمة الزهراء المنصوري (عمدة مراكش) وخديجة الرويسي (برلمانية ورئيسة بيت الحكمة) وفتيحة العيادي (متصدرة قائمة نساء الحزب لتشريعيات 2011)، إضافة إلى الصحافية سهيلة الريكي ومارية السدراتي. وقد لاحظ عضو المجلس الوطني، الذي فضل عدم ذكر اسمه إن ثلثي الأعضاء الجدد يتحدرون من مناطق شمال المملكة، مما قد يضفي على عمل الحزب "صفة الحزب الجهوي" على حد تعبيره، بعد انسحاب ممثلي عدد من المناطق من أشغال المجلس الوطني من بينها بني ملال وسلا والمناطق الجنوبية الغربية، التي تعذر على ممثليها الحصول على عضوية المكتب السياسي. وكشف عضو المجلس الوطني صعوبة مهمة الأمين العام الجديد، الذي تسلم مقاليد التسيير من "الحكيم" بيد الله، الذي حرص على حضور أشغال المجلس الوطني إلى آخر لحظة لتستلم "شهادة إبراء الذمة"، من خلفه مصطفى الباكوري، الذي تنتظره تحديات عسيرة، ليس أقلها شأنا "إيجاد التوليفة الضرورية بين أعضاء المكتب السياسي الجدد، الذي يتشكل في الغالب من الهواة"، حسب تعبير محدثنا.