بثت وكالة الأنباء المغربية، ليلة أمس الأحد، قصاصة إخبارية تحدثت عن وقوع أحدات شغب وصدامات بين المحتجين وقوات الأمن في بلدة "إمزورن" بضاحية مدينة الحسيمة الواقعة على شاطئ المتوسط. ونقلت الوكالة عن مصدر طبي بالمستشفى الجهوي "محمد الخامس" بالمدينة أمس الأحد٬ قوله إنه تمت إصابة عناصر من القوات العمومية بجروح متفاوتة الخطورة في أعمال شغب اندلعت ببلدة " إمزورن" وأوضح المصدر نفسه أن بعض المصابين الذين استقبلهم المستشفى كانت إصابتهم بليغة وأجريت لهم عمليات جراحية مختلفة. من جهة أخرى أفاد مصدر أمني أنه تم إيقاف عشرة أشخاص إثر تدخل القوات العمومية لتفريق مسيرة احتجاجية٬ انطلقت من وسط بلدة " إمزورن" كانت متوجهة نحو بلدة، بني بوعياش ٬ مضيفا أنه تم خلال أعمال الشغب إضرام النار في سيارة تابعة للشرطة. وطبقا لما تناقلته مواقع إخبارية فإن الاحتقان الذي تشهده ضواحي مدينة الحسيمة ، مرده مطالب اجتماعية صرفة إذ يتهم المحتجون الغاضبون وجلهم من الشباب، السلطات العمومية لفشلها في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية بمنطقة الريف. واستغل بعض الناشطين، الاضطرابات التي جرت في المدة الأخيرة ولا سيما في بلدة "بني بوعياش" لرفع شعارات سياسية خطيرة مثل الدعوة إلى "استقلال" المنطقة عن المغرب وإحياء ما أسموه "جمهورية الريف" التي أسسها عبد الكريم الخطابي ، الذي نظم مقاومة شعبية وطنية ضد المستعمر الإسباني استمرت حوالي خمس سنوات من 1921 إلى 1926 انتهت بهزيمته وأسره بعد أن تكالبت عليه قوات الاستعمار الفرنسي والإسباني. وخلافا لما هو شائع ، فإن ثورة الخطابي لم يشارك فيها سكان الريف وحدهم في تلك الفترة، بل قاتلت في صفوفها أفواج من قبائل شمال المغرب ، استجابة لنداء الجهاد ونصرة الدين الذي أطلقه عبد الكريم ، لتحرير الوطن من الاستعمار. يذكر أن منطقة الريف، حظيت باهتمام الملك محمد السادس، منذ توليه مقاليد السلطة فقام بزيارة تاريخية للريف، للتصالح مع المنطقة ونسيان الأحداث المؤلمة التي جرت بها عام 1958 في فترة سياسية غامضة اختلطت فيها الأدوار. وعاد ملك المغرب إلى الريف في زيارات عديدة واستقر أياما بالحسيمة والناظور، وأطق عدة مشاريع تنموية، غيرت وجه المنطقة التي عانت في السابق من العزلة والتهميش مثلها مثل أغلب مناطق شمال المغرب. يذكر أن الوزير المنتدب في الداخلية، الشرقي اضريس، حاول الاستنجاد في المدة الأخيرة بالمجتمع المدني، في الريف للتحاور مع المحتجين، لكن يبدو أنه لا توجد هيئة وسيطة تريد أن تتدخل في صراع عنيف بين السلطات العمومية والمحتجين الهائجين لأسباب فيها ما هو واضح واغلبها غامض الأهداف.