قال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية ، اليوم السبت بالرباط٬ أن تقنين قطاع الصحافة الإلكترونية بالمغرب سيفتح آفاقا جد واعدة٬ مبرزا أن نجاح ونمو هذا القطاع تحققا بفضل الحرية السائدة٬ و"تقنينه لن يكون إلا تعزيزا لهذه الحرية". واعتبر الخلفي اليوم الدراسي المنظم من طرف وزارة الاتصال ، ب التاريخي، يؤسس لمسار إعلامي جديد حيث يتم التفكير بحرية ومسؤولية بخصوص "الصحافة الإلكترونية المغربية". واعتبر الوزير في كلمة افتتاح الندوة، أن بين التحديات المطروحة في هذا المجال٬ وضع إطار قانوني ملائم للناشر والصحفي الإلكتروني يكرس ضمانات الحرية في إطار من المسؤولية٬ ويمكن من اعتماد سياسة طموحة لإطلاق برامج للتحديث والتطوير والتأهيل٬ بما يعزز تنافسية المغرب في المجال الرقمي سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي. وأبرز الخلفي أهمية إدراج هذا القطاع ضمن استراتيجيه "المغرب الرقمي" بما يوفر له شروط العمل الملائمة على المستوى التقني والتكنولوجي٬ وكذا اعتماد سياسات الدعم العمومي٬ بالإضافة إلى العمل على إرساء نظام ذاتي لأخلاقيات المهنة وحقوق الملكية الفكرية. وأضاف أن من ضمن التحديات المطروحة على المغرب في هذا المجال٬ إطلاق برامج تمكن من تأهيل العاملين في هذا القطاع الذي له خصوصيات من خلال التكوين والتكوين المستمر٬ ضمن رؤية شمولية ومتكاملة تتضمن الجوانب المتعلقة بالإطار التنظيمي والقانوني٬ والنموذج الاقتصادي لمقاولات الصحافة الالكترونية٬ وأخلاقيات المهنة والملكية الفكرية٬ والتكوين٬ والدعم العمومي٬ وذلك بهدف تمكين القطاع من الشروط التقنية والمهنية اللازمة للقيام بوظائفه على أكمل وجه٬ وتكريسه بالتالي نموذجا مغربيا متقدما في هذا المجال. وأشار وزير الاتصال إلى أن قانون الصحافة الجديد سيتضمن بابا خاصا بالصحافة الإلكترونية٬ قائلا: "نحن إزاء مفارقة بين وضع متقدم تكنولوجيا في قطاع الصحافة الإلكترونية بالمغرب ووضع قانوني غير قادر على مواكبة هذا الوضع". وتحدث الخلفي عن إقبال الشباب المغربي على هذا المجال موضحا أن أكثر من 70 في المائة منهم يشتغلون بالإعلام الالكتروني ، مشددا على أن الحرية التي أزدهر فيها ستظل "أوكسجينه " وبالتالي لن تمارس رقابة قبلية على المواقع الالكترونية إلا في إطار القانون ، مبرزا إن التجاوزات المسجلة تبقى الاستثناء وليس القاعدة . وأعلن الخلفي أن الأخلاقيات ستحدد في إطار الدستور ، لأن من شانها رفع مستوى الإنتاج واضطلاع الصحافي بمهامه النبيلة ودوره في مراقبة مختلف الفاعلين دون تحيز ،مشددا على أن هيأة المراقبة يجب أن تكون نابعة من المهنيين الممارسين من جانبه٬ قال يونس مجاهد٬ رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية٬ إن تطور الصحافة الإلكترونية هو نتاج لمناخ الحرية السائد بالمغرب٬ مشددا على ضرورة ممارسة حرية الصحافة وفق قواعد أخلاقيات المهنة. وقال مجاهد٬ إن تطور التكنولوجيات الحديثة قد يفسح المجال لحدوث انتهاكات سافرة تمس بأخلاقيات المهنة٬ مشددا على ضرورة حماية الموارد البشرية وحقوق الملكية الفكرية. ودعا رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف٬ نور الدين مفتاح٬ بدوره٬ إلى تكثيف الجهود المبذولة لتأهيل قطاع الصحافة الإلكترونية بما يضمن أداء مهنيا جيدا واحترام أخلاقيات المهنة٬ حتى يستطيع هذا القطاع الاضطلاع بالدور المنوط به في المجتمع والتغلب على الإشكاليات المطروحة. وشدد مفتاح على ضرورة احترام الصحافة الإلكترونية على الخصوص للقاصرين ولخصوصيات المواطنين. وتفرع اليوم الدراسي إلى جلسات وورشات ناقشت مواضيع همت على الخصوص "واقع الصحافة الإلكترونية بالمغرب"٬ و"القضايا القانونية والتنظيمية"٬ و"النموذج الاقتصادي لمقاولات الصحافة الإلكترونية"٬ و"أخلاقيات المهنة والملكية الفكرية". إلى ذلك لوحظت استجابة مكثفة من طرف المشتغلين الذين عرضوا مشاكلهم وعبروا عن مطالبهم كما شرحوا تصوراتهم لمستقبل القطاع . ولم تخل التدخلات من انتقاد لكثير من المواقع التي تفتقد المهنية والمصداقية . وبينما لمح متدخلون إلى تراجع الصحافة الورقية أو التقليدية بل تنبأوا بموتها، دافع آخرون عن الصحافي بالمواصفات المهنية المتعارف عليها، سواء اشتغل بالورقية أو الالكترونية إذ الجوهر لا يختلف وإنما أدوات ووسائل العمل. وعبر كثيرون عن تخوفاتهم من القانون الذي سينظم المهنة خاصة إذا قلص هامش الحرية وفي هذا الصدد ارتأى أصحاب مواقع توحيد الجهود مع أنماط الصحافة الأخرى المكتوبة والسمعية البصرية . ويفترض أن تصدر عن اليوم الدراسي توصيات ومقترحات تستأنس بها السلطات العمومية لمأسسة القطاع وتنظيمه.