الرباط " مغارب كم": بوشعيب الضبار استأثر الكشف عن لائحة المستفيدين من رخص النقل، من طرف وزارة النقل والتجهيز، باهتمام مختلف الشرائح الاجتماعية والأوساط السياسية والإعلامية في المغرب. وإذا كانت مختلف الصحف الصادرة في عطلة نهاية الأسبوع، قد أشبعت القضية، تحليلا وتعليقا، من جميع الجوانب، فإن القناة التلفزيونية الثانية، خصصت اليوم الأحد حيزا وفيرا في أخبار الظهيرة، ل" قضية الساعة"، على حد تعبير مذيعة النشرة. عزيز رباح، وزير النقل والتجهيز، صاحب هذه المبادرة التي فجرت جدلا واسعا بين محبذ ومنتقد، أعلن اليوم، في تصريح لنفس القناة،(الدوزيم)،أن الكشف عن لائحة المستفيدين " ليس عملية من أجل "خرجة إعلامية"، كما أشار إليها البعض، سامحهم الله،" حسب تعبيره، وإنما تمثل حدا أدنى للالتزام بالدستور، وبقوانين البلاد. وفي محاولة منه لطمأنة بعض المستفيدين من رخص النقل، الذين عبروا عن انزعاجهم، بطريقة أو أخرى، أوضح رباح،" إن الهدف ليس هو خلق قطيعة، ولا أحد يقول إننا سنقطع أرزاق الناس، أو سنوقف هذا المجال، لا بالعكس، إن الهدف هو الانخراط في مرحلة الإصلاح." وفي هذا السياق،كشف رباح "أن من يريد أن يستثمر سوف نحاول تشجيعه، ومن يستغل هذا الترخيص لظروف اجتماعية سنراعي ظروفه الاجتماعية"،مشيرا إلى أن هناك اتجاها "لمنح الرخص وفق معايير جديدة، تجمع بين تشجيع الاستثمار والدور الاجتماعي.." وما زال موضوع الكشف عن لائحة المستفيدين من رخص النقل مستمرا، ويبدو أنه سوف يتحول إل مسلسل يثير المزيد من النقاش مستقبلا، عبر مختلف المنابر الإعلامية والمواقع الاليكترونية، التي وجدت فيه مادة غنية وغزيرة، تشعل فضول القراء والمتصفحين على السواء. وقد أجمعت ردود أفعال المستفيدين ،على رفضها التام الكشف عن أسمائهم، وضمنهم رياضيون وفنانون وسياسيون، باستثناء فئة قليلة جدا، ومن هذه الفئة اللاعب بصير نجم كرة القدم سابقا، الذي رأى في المبادرة مؤشرا على الشفافية والنزاهة، فيما انتقدها عبد الباري الزمزمي، المثير للجدل بفتاويه، واصفا إياها ب" العبث". أما الشيخ عبد الله نهاري، فأشاد بالحكومة التي " وعدت ووفت، حينما التزمت بالشفافية في إخبار المواطنين بما يهمهم، وخاصة في قضية اقتصاد الريع"،وقال "إنها كشفت عن المستور،وأبانت عن حسها،" داعيا إياها إلى "الاستمرار في إظهار الحقائق التي كانت مغيبة.." وإذا كان رجل الشارع العادي قد عبر عن تأييده لهذه الخطوة التي تكرس لمبدأ النزاهة والشفافية، وتطبيق الحكامة الجيدة والتنزيل السليم للدستور،في رأيه، فإن البعض اعتبرها غير كافية، وينبغي أن تتبعها إجراءات جديدة ، في اتجاه الكشف عن المستفيدين من مقالع الرمال ورخص الصيد في أعالي البحار. وحاول بعض المستفيدين، بمختلف الأساليب والصيغ، تبرير الحصول على رخص النقل،إما لانعدام مدا خيل أو موارد مادية تقيهم ذل السؤال، أو لاعتبارات أخرى، مثل الإدعاء بخدمتهم للوطن، مثلما عبر عن ذلك أحد اللاعبين المشهورين، "وكأن خدمة البلد تقتضي مقابلا عنها" يعلق أحد الملاحظين، مشيرا إلى أن رجال الأمن والمعلمين والجنود في الصحراء المغربية، وغيرهم من المواطنين كلهم يخدمون المغرب، ولا ينتظرون منه مقابلا أخر غير رواتبهم الشهرية،رغم محدوديتها. وشملت لائحة الفنانين أسماء لها رنين في الأسماع، مثل نعيمة سميح ولطيفة رأفت ومنى فتو، لكن ثمة أسماء أخرى لم يتم التعرف عليها بعد، لأن أسماءها الأصلية تختلف تماما عن الأسماء الفنية التي اشتهرت بها. يذكر أن احمد السنوسي المعروف بلقب "بزيز" أنكر توفره على رخصة النقل، وقال إنه لايملك سوى كرامته، وانه ليس الوحيد في المغرب الذي يحمل اسم أحمد السنوسي... ويبدو أن المستفيدين من رخص النقل لاينحصرون فقط في الفنانين والرياضيين والسياسيين، فبعض زملائنا في المهنة أيضا لهم نصيب، والعهدة على الزميلة فاطمة الإفريقي، العاملة في القناة التلفزيونية " الأولى"، فقد نسب إليها تصريح دعت فيه السلطات المعنية إلى الكشف عن أسماء الصحافيين المستفيدين من رخص نقل الطاكسيات، مضيفة أن عددهم كثير..ولاشك أن لديها معطيات ثابتة في هذا الإطار. المهم ..أن المسلسل مازال في بدايته.. والحلقات المقبلة ربما تكون أكثر إغراء وتشويقا وإثارة.