أجرى وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش٬ اليوم الخميس بالرباط٬ مباحثات مع نظيره الإسباني ميغيل أرياس كانييطي٬ تمحورت حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالي الفلاحة والصيد البحري. وقال كانييطي٬ خلال ندوة صحفية عقب هذه المباحثات٬ إن "قطاعي الفلاحة والصيد البحري حساسان ومعقدان جدا٬ لكن ذلك لا يمنعنا من التباحث معا من أجل التوصل إلى حلول وصيغ للتوافق". وأكد الوزير الإسباني٬ الذي وصف العلاقات بين الرباطومدريد ب"الاستراتيجية"٬ أنه من مصلحة البلدين الاستفادة من السوق الأوروبية٬ التي تعد أكبر سوق في العالم ب500 مليون مستهلك. وذكر في هذا السياق٬ بأن المبادلات التجارية بين المغرب وإسبانيا قدرت ب7 مليارات أورو عام 2011. وشدد على أن "احترام اتفاق التبادل الحر في المجال الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي أمر مهم جدا بالنسبة لنا"٬ مضيفا أن بلاده تعتزم العمل مع المغرب لضمان تكوين يتيح شفافية المعاملات والصفقات بالاتحاد الأوروبي. وبخصوص مجال الصيد البحري٬ أكد المسؤول أن علاقات التعاون الثنائية أضحت جد وثيقة وآتت ثمارها بعد التوقيع على أول اتفاق بين المغرب وإسبانيا في عام 1983٬ أي قبل أن تندمج مدريد في الاتحاد الأوروبي٬ معربا في هذا السياق٬ عن استعداد بلاده لتعزيز التعاون في هذا المجال. كما أشاد٬ من جهة أخرى٬ بالتطور الديمقراطي الذي حققه المغرب تحت قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس٬ مشيرا إلى أن المملكة أصبحت نموذجا بالنسبة للدول العربية وغيرها٬ وأن إسبانيا تدعم بقوة هذه الإصلاحات٬ مضيفا أن استقرار وازدهار المغرب هما عاملان يضمنان استقرار وازدهار إسبانيا وأوروبا. من جانبه٬ قال أخنوش إن المباحثات ركزت على الفرص المتاحة للتعاون في مجال الصيد البحري٬ لا سيما في مجال البحوث من أجل فهم أفضل للبيئة البحرية وأنواع الأسماك. وأضاف "إننا نتطلع إلى المستقبل (..) للعمل في إطار من الشفافية والتبادل وحماية هذه السوق التي تضم 500 مليون مستهلك"٬ مشيرا إلى أهمية إعطاء ضمانات إلى مجموع الفاعلين من كلا الجانبين. وأبرز أن جزءا كبيرا من أوروبا بما فيها إسبانيا٬ بصدد تدارس هذا الموضوع من أجل استئناف المباحثات والمفاوضات.