الرباط "مغارب كم ": محمد بوخزار لا يريد وزير خارجية المغرب، سعد الدين العثماني، أن ينعم براحة العطل الإدارية منذ تعيينه، شعورا منه أن كثيرا من الملفات ظلت عالقة منذ مدة بين بلاده وبعض دول الجوار لم تعد تحتمل التأجيل والانتظار. وحرص العثماني، على تكسير القواعد التقليدية التي اتبعتها الدبلوماسية المغربية في الماضي، وهكذا زار في مدة وجيزة قبل استكمال ديوانه واختيار مستشاريه، كلا من تونس والجزائر وإسبانيا وإثيوبيا، وقبل ذلك التقى السفراء المعتمدين في الرباط في جلسات تعارف وتواصل، حرصا منه على بعث الحياة في السياسة الخارجية للمغرب. واختار العثماني أن يخص الجارة الأطلسية البرتغال بأول زيارة لها، يوم ثاني عيد المولد النبوي، وهو المؤمن الورع، حيث سيجري في العاصمة لشبونة لقاءات مع كبار المسؤولين في مقدمتهم رئيس الجمهورية "انيبال كافاكو سيلفا" ورئيس الحكومة، ساوو بينتو، ونائبة رئيس الجمعية الوطنية "البرلمان" وقبل ذلك يعقد جلسة مباحثات مع نظيره البرتغالي "باولو بورتاس". وقال بلاغ للخارجية المغربية بثته اليوم الوكالة الرسمية للأنباء، إن محادثات العثماني تشمل قضايا التعاون الثنائي الذي وصفه البلاغ بالاستراتيجي كما سيتم استعراض قضايا الساعة الإقليمية والدولية دون إعطاء تفاصيل أكثر، إلى جانب بحث الترتيبات المتعلقة باجتماع اللجنة العليا المشتركة التي لم تجتمع منذ مدة. ويلاحظ أن زيارة وزير الخارجية المغربي ستدوم يومين، وهي فترة قياسية بالنظر إلى قرب المسافة بين البلدين، ما يشير إلى الأهمية الخاصة للزيارة وكذا القضايا التي سيتم تناولها. إلى ذلك يتجلى يوما بعد يوم أن رئيس الدبلوماسية المغربية حريص على انتهاج أسلوب مختلف عن سابقيه الذين توالوا على المنصب، مستفيدا من الصلاحيات الواسعة التي منحها الدستور المغربي الجديد للحكومة بحيث أصبح في إمكانهم ممارسة مهامهم بتنسيق مع رئيس الحكومة وعند الاقتضاء مع ملك البلاد. وبهذا الأسلوب تستعيد الدبلوماسية المغربية قدرتها على المبادرة والتحرك والانتقال إلى ميدان المواجهة والدفاع عن مصالح البلاد في الخارج، ما سيكسبها في المستقبل القوة والقدرة على التأثير، ما يعني أن وزارة الخارجية بالنسبة لأمثال العثماني، جهاد وليست ترفا. ومن المؤكد أن تمتين العلاقات بين البرتغال والمغرب يشكل أهمية حيوية للبلدين، فكلاهما محتاج للأخر في مجالات الاقتصاد والسياسة والأمن. ومن شأن زيارة العثماني إعادة الدفئ إلى العلاقات الثنائية بين لشبونة بالرباط والتي بدا في وقت من الأوقات أنها تجتاز فترة جمود، لم تعرف أسبابه.