أثار خبر تلقى المطرب الشعبي المغربي محمد رويشة العلاج بالرباط، إثر دخوله في غيبوبة،إحساسا بالحزن والتأثر لدى المعجبين بفنه الغنائي،وصوته المفعم بالشجن،المنبعث من جبال الأطلس. وقد هرع العديد منهم اليوم إلى مستشفى الشيخ زايد، حيث يرقد رويشة في جناح العناية المركزة، قصد الاطمئنان على وضعه الصحي، قبل أن يتأكدوا من أن حالته مستقرة، ولاتبعث على القلق، حسب بعض المقربين منه. ويعتبر رويشة أحد نجوم الأغنية الأمازيغية الكبار، واتصف دوما بالبساطة والتواضع، ولم تبهره أضواء الشهرة، وظل مرتبطا بمدينة خنيفرة،التي رأى النور فيها سنة 1950 دون أن يفكر يوما في مغادرتها للسكن في الدارالبيضاء أو الرباط. دخل رويشة الميدان الفني مبكرا، ولم يكن عمره يتجاوز الرابعة عشرة، حين سجل أول أغنية له بالأمازيغية في دار الإذاعة والتلفزة المغربية، سنة 1964 بدعم وتشجيع من الإعلامي أحمد ريان، الذي كان مسؤولا وقتها على القسم الموسيقي . ولعل الكثيرين لايعرفون أن رويشة تقلب في بعض المهن قبل أن يتفرغ للموسيقى تماما، فقد اشتغل في أحد معامل النسيج بمدينة المحمدية، وعمل في سلك الوظيفة، لكنه سرعان مااستقال منها، بعد أن أحس أن مستقبله يكمن في الفن، ولاشيء غير الفن. ويحظى رويشة بشعبية واسعة لدى الجمهور المغربي، ماجعل أغانيه، سواء الأمازيغية أو العربية، تنتشر على الألسنة، ومنها " شحال من ليلة" و" الزمان تبدل"، وهو الذي يكتب غالبا كلمات أغانيه، قبل أن يحولها إلى ألحان على آلة " الوتر" التي لاتفارقه دائما. ولاتنحصر أعماله الفنية على الوجدان والعاطفة وحدهما فقط، بل تمتد لتشمل مختلف القضايا والانشغالات لدى الإنسان في كل مكان، وفي طليعتها قضايا التحرر والعدل والسلام. واعتبارا لسجله الموسيقي، ومساره الفني على امتداد نصف قرن، تم تتويجه ب" الخلالة الذهبية" من طرف المجلس الوطني للموسيقى التابع لليونيسكو. سئل أكثر من مرة، عن معنى لقبه العائلي، فكان يجيب:" رويشة إسم مركب من كلمتين بالأمازيغية، " روي" معناه أمزج، و"شة"، تعني " شيئا."