أعلن الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي أن العاهل المغربي الملك محمد السادس قرر استدعاء سفير المغرب بدمشق على إثر الهجوم الذي تعرضت له سفارة المملكة هناك من طرف متظاهرين سوريين. وقال الفاسي الفهري، مساء أمس الأربعاء بطنجة، في افتتاح أشغال منتدى ميدايز 2011 "لقد استمعنا الى اعتذارات أمس وأول أمس لكن الأمر تكرر، بل اتخذ مدى أوسع حيث مس بسلامة السفارة وبالمعاهدات الدولية، على يد متظاهرين اقتحموا مبنى السفارة بدمشق". وأوضح الوزير أن الأيام الأخيرة سجلت مظاهرات غير مقبولة وغير عفوية بل مبرمجة، وأن العديد من المتظاهرين هاجموا التمثيليات الدبلوماسية لبلدان أوروبية وأمريكية وعربية. وسجل الفاسي الفهري أن نظام بشار الأسد لا يريد الانصات للنداءات الداخلية ولا للجهود الخارجية، وبخاصة من جانب الجامعة العربية، لايجاد حل للأزمة السورية. وفي معرض مقاربته لأبعاد الربيع العربي، لاحظ الوزير المغربي أن بعض الأنظمة العربية لم تبد إرادة في الإنصات لشعوبها أو قدرة على التطور وواصلت تقديم الاستقرار كذريعة لكبح أي توجه نحو الاصلاح والتجديد وتلبية المطامح المشروعة للشعوب. واستطرد في هذا الصدد أن لكل شعب أن يختار طريقه الخاص للاصلاح، مبرزا أنه بينما اضطرت بعض الشعوب لخوض ثورات لتحقيق هذا الهدف، فإن شعوبا أخرى اهتدت الى نفس النتيجة من خلال مسار تغيير سلس وهادئ. وفي خضم حركة التغيير الواسعة التي تشهدها المنطقة العربية والعالم عموما، أكد الفاسي الفهري أن القضية الفلسطينية تظل محورية في ظل هذه التطورات وأنه لا يمكن الاستمرار في إنكار حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة. وسجل رفض اسرائيل التفاوض على أساس المرجعية الدولية، مذكرا بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعرب عن ارتياحه للمبادرات التي يقوم بها بعض القادة على غرار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يحاول إيجاد حلول مبتكرة لهذه المشكلة.