أطلق رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، خطة انتشار عسكري تتولاه فرق خاصة تتعاون مع قوات عسكرية مالية لمتابعة خطف إسبانيين وإيطالي في أحد مخيمات اللاجئين الصحراويين قرب تندوف (1800 كلم جنوب غربي العاصمة الجزائرية). وقال مصدر رفيع ل «الحياة» إن الخاطفين الذين يُشتبه في أنهم من تنظيم «القاعدة»، موجودون فعلاً في مالي بعد الفرار من مخيم «الرابوني» عبر شريط يقع فوق أراضي موريتانيا قبل أن يتوجهوا، على الأرجح، إلى منطقة واغادو. وكشف مصدر جزائري أن خطف الغربيين الثلاثة الذين ينتمون إلى منظمات غير حكومية أوروبية عاملة في المجال الإنساني في مخيمات الصحراويين في تندوف، «جرى وفق معلومات دقيقة حصل عليها الخاطفون حول موقع الأوروبيين الثلاثة بالضبط ليلة تنفيذ العملية» قبل أسبوع (ليلة السبت الماضي). وأوضح أن أربع سيارات رباعية كانت تحمل مسلحين تسللت من «واغادو» عبر شريط على الحدود بين موريتانيا والجزائر، لكن المسلحين ظلوا معظم الوقت فوق الأراضي الموريتانية إلى غاية دخولهم حدود مالي. وأشار المصدر إلى أن وحدات الجيش الجزائري وزّعت المعلومة عن عملية الخطف على قواتها المرابطة على الحدود في حدود منتصف ليلة الخطف، وذلك بعد بضع دقائق من إطلاق نار سُجّل داخل مخيم «الرابوني» وفرار الخاطفين منه. لكن المصدر الجزائري يعتقد أن نجاح الخاطفين في الوصول إلى مالي مرده خيارهم الهروب فوق الشريط الحدودي الموريتاني مع الجزائر، لافتاً إلى أن أول عسكري موريتاني يحرس الحدود موجود على بعد 300 كلم من موقع عملية الخطف، ما يعطي المسلحين وقتاً كافياً للفرار. وزار الفريق أحمد قايد صالح منطقة تندوف لمدة يومين، وأطلق خطة انتشار وتعقّب يجري تنفيذها على مستوى هيكل القيادة العسكرية الموحدة التي تضم الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر، وبالتنسيق مع إسبانيا وإيطاليا. وكانت جبهة «بوليساريو» قد أعلنت أن مسلحين تسللوا من مالي وهاجموا مقر ضيافة الأجانب في مخيمات اللاجئين الصحراويين غرب تندوف، مستخدمين سيارة رباعية الدفع وأسلحة نارية، وأنهم «عادوا من حيث أتوا» بعد تنفيذهم عملية الخطف. ويُعتقد أنهم توجهوا إلى غابة «واغادو» شمال مالي، والتي كان الطيران الموريتاني قصفها قبل حادثة الخطف بيومين، في عملية جوية ضد معسكر ل «القاعدة». ويّرجح أن القصف الجوي أسفر عن القضاء على القيادي في «القاعدة» الطيب ولد سيدي. ودانت الجزائر «بشدة» خطف الإسبانيين والإيطالي قرب تندوف. وقال الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، عمار بلاني: «ندين بشدة قصوى هذا العمل الإجرامي».