قال محمد محمود ولد محمدو، وزير الخارجية الموريتاني الأسبق(2008 2009)، و مدير مساعد لمشروع السياسة الإنسانية والأبحاث حول الصراعات التابع لجامعة هارفرد. إنه في الوقت الذي واجه فيه بعض القادة في المنطقة الاحتجاجات بالقتل فإن العاهل المغربي محمد السادس "كان يستمع إلى نبض شعبه ويتفاعل معه". وشارك ولد محمدو وهو أستاذ زائر في معهد الدراسات العليا للدراسات الدولية والتنمية في جنيف في أعمال المتلقى الدولي الذي احتضنته العاصمة المغربية الرباط مؤخرا حول "التحولات الديمقراطية والدستورية في العالم العربي" و نظمته وزارة الخارجية والتعاون المغربية والنادي الدبلوماسي بالرباط. وجاءت تصريحات ولد محمدو ضمن تقرير نشرته صحيفة "تايمز أوف إنديا " الهندية، وتضمن القول إن المغرب يشكل "نموذجا مشرقا" في منطقة العالم العربي بفضل الإصلاحات العميقة التي باشرها الملك محمد السادس منذ توليه عرش المملكة. ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الأحد عن مسؤول "رفيع" قوله، إن "المغرب كان ولا يزال بمنأى عن الأحداث التي عصفت بالعديد من البلدان العربية لكون الملك محمد السادس منح البلد ربيعها العربي مباشرة بعد توليه مقاليد الحكم عام 1999 "، مشيرا في هذا الصدد إلى تشكيل هيئة "الانصاف والمصالحة" لجبر الضرر الفردي والجماعي لضحايا ماضي انتهاكات حقوق الانسان في المغرب، والمدونة الجديدة للأسرة التي سعت إلى تكريس مبدأ المساواة بين الجنسين، فضلا عن إطلاق جلالته لإصلاحات دستورية شاملة وعميقة . ومن جهة أخرى تحدثت الصحيفة عن الطفرة الاقتصادية والتجارية التي يشهدها المغرب، وكتبت أنه "بينما يسمع دوي دبابات في عدد من الشوارع العربية، فإن رافعات ثقيلة وأخرى جسرية ثابتة ومتحركة تثير انتباهك في ميناء طنجة، على بعد أميال فقط من ميناء طريفة بإسبانيا، كما أن مدينة الدارالبيضاء، جنوب الطريق السيار الساحلي، تشهد حركة تجارية واقتصادية وسياحية غير مسبوقة". وخلصت الصحيفة إلى أن أنظار المراقبين ستتجه في نهاية شهر نوفمبر القادم نحو المغرب الذي سيشهد أول انتخابات تشريعية في ظل الدستور الجديد، مضيفة أن هذه العملية الانتخابية تمثل خطوة هامة على درب الانتقال إلى ملكية دستورية ديمقراطية برلمانية . ونقلت الصحيفة عن أحد خبراء القانون الليبيين قوله إن "الآمال أضحت معقودة على المغرب الذي قد يشكل نموذجا لمجتمعاتنا، لاسيما في ظل مخاوف البعض من تراجع المكتسبات الديمقراطية (تقييد الحريات وغيرها) في بعض البلدان العربية، في حال بروز تيار متشدد كلاعب أساسي في اللعبة السياسية في مرحلة مابعد الانتخابات".